مقدمات النشرات المسائيّة

16 فبراير 2021
مقدمات النشرات المسائيّة

مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون لبنان”

اشتدت المواجهة بين بعبدا وبيت الوسط، ووقف العد فجر سجالا بين جريصاتي والمستقبل فاشتعلت الجبهات وتبودلت الاتهامات بالعرقلة والكذب.

مشهد مأزوم يؤكد ان عملية تشكيل الحكومة باتت تحتاج الى معجزة في وقت يصارع المواطن في خضم أزمات معيشية واقتصادية متفاقمة مع ملامسة الدولار عتبة التسعة الاف ليرة وشبح الجوع يقرع الابواب.

وفيما الاتصالات في شأن الملف الحكومي مجمدة داخليا، دخلت روسيا على الخط من خلال اتصال مبعوثها الى الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف بالرئيس المكلف، وتشديده على ضرورة التشكيل السريع لحكومة مهمة برئاسة سعد الحريري، سبقه اتصال مماثل لبوغدانوف بجنبلاط ودعوة لزيارة موسكو.

والى اللقاح السياسي الذي تعمل موسكو على توفير جرعاته عله يساهم في علاج الوباء الذي يعيق ولادة الحكومة بحث اتصال بوغدانوف الحريري بارسال دفعة لقاحات روسية الى بيروت في وقت ذكرت معلومات عن امكان توجه وزير الصحة الى روسيا قريبا لتأمين كمية كبيرة من لقاح سبوتنيك.

الى ذلك حملة التلقيح ضد جائحة كورونا تتوسع، اللقاحات في طريقها الى اللبنانيين بدءا من الاطقم الطبية والتمريضية في المستشفيات، والاقبال على التسجيل الى ارتفاع مع بدء الحملة التي تشمل في المرحلة الحالية ثمانية عشر مركزا في كل المحافظات على ان تطاول كل القطاعات تباعا طبعا بحسب الاولوية توازيا ومن لا يريد ان يسير وفق الاولويات الموضوعة لنيل لقاحه فمن الممكن اللجوء الى القطاع الخاص الذي سيشارك قريبا في مهمة التلقيح وهو في انتظار تجاوب الشركات المصنعة في الخارج ولكن يبقى التسجيل على المنصة ضروريا في كل الحالات.

وفي ارقام اليوم تراجع في عداد كورونا الذي سجل 1739 اصابة فيما بلغ عدد الوفيات اربعا واربعين حالة.

حملة التلقيح في مستشفى البوار الحكومي انطلقت اليوم بعدما استكملت الاستعدادات بتجهيز اللوازم اللوجستية والطواقم الطبية للقيام بالمهمة. كيف نظمت عملية التلقيح هناك اليوم؟. معنا من هناك الزميلة نايلة شهوان…

مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون nbn”

مسار التأليف الحكومي كشف عقم النقاش الذي يقدم المصالح الخاصة على المصلحة الوطنية العليا وبات التوقف عند سلة من الأسئلة أكثر من ضرورة.

ما نفع الحقائب إذا كانت حقائب الشباب تحزم كل يوم في وطن مشرع على تهجير خيرة أبنائه؟

ما نفع الحصص اذا جاع الشعب بكل أطيافه وبات ينتظر حصة غذائية في وطن تحول إلى رصيف للاعاشات؟

ما نفع الثلث المعطل اذا كان الوطن كله تحول إلى عاطل عن العمل؟

ما نفع الشراكة إذا كانت العقلية المتحكمة بمسار البلاد هي الدولة أنا وأنا الدولة؟

ما نفع؟… لا نفع… بل ذهنية إنتفاع…

هكذا تحول لبنان من همزة وصل إلى همزة لقطع الطريق على كل فرصة تنتشله من أزماته وكل مبادرة تحمل بريق أمل بالحل.

الناس كفرت بالوضعين الاقتصادي والاجتماعي و لم يعد ثمة من يستطيع أن يتحمل ضغط الحياة اليومية مضافا إليها الوضع الصحي الصعب بسبب الحسابات الخاصة للبعض.

ثالوث الجوع والفقر والمرض يقرع الأبوابو مصلحة لبنان واللبنانيين جميعا هي في تشكيل سريع لحكومة إنقاذ قبل غرق المركب الذي لن تنفعه إذا ما وقعت الواقعة لا الشعبوية ولا الاعتراض ولا نغمة الحقوق.

أمام الانهيار الكبير سألت حركة أمل عن الجدوى من تكريس اقطاعيات جديدة آحادية، وتعميق الخلافات الطائفية نزولا إلى المستوى الشعبي؟.

على أي حال القوي اليوم هو من يتنازل من أجل الوطن هو من يمد اليد الى شريكه في الوطن… ولكي يبقى الوطن ويتقدم خطوة على طريق الألف أزمة… توقفوا عن إطلاق النار على قدميكم.

على قدم وساق تواصلت عملية التلقيح للجسم الطبي والتمريضي والمسنين المسجلين على المنصة الخاصة باللقاح في مختلف المناطق اللبنانيةوال NBN واكبت العملية…

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون “أم تي في”

اليوم بدء الصوم الكبير لدى الطوائف التي تتبع التقويم الغربي. في المناسبة، ومن دون استشارة الرب أو ممثليه على الأرض، يمكننا الجزم أن الأكثرية الكاسحة من اللبنانيين هي في حل كنسي ومدني من هذا الفرض.

الجوع أسبق واعلى مرتبة من إماتة الذات طوعيا بحرمانها الأطايب والمحليات، فإذا كانت هذه الشريحة العريضة من اللبنانيين صارت تشتهي العضة في الرغيف، فمن أين لها أن تتقشف نفسيا ومعويا، وقد صار الصوم بالنسبة اليها ترفا لا قدرة لها على تحمل كلفته.

هذا في ما خص الشعب العادي المكسور على كسرة خبز، اما بالنسبة إلى الطبقة السياسية فالمعطى يختلف تماما.

هذه الفصيلة التي تتحكم برقاب الناس العاديين، لا تصوم ولا تصلي، وهي بالطبع لا تمارس إماتة الذات كسبا للآخرة، بل وضعت في صلب عقيدتها الإيمانية عبادتها لذاتها لا للخالق.

إذا، واثنين الرماد كما الأضحى لا يعنيان لها شيئا، هي التي نذرت بأن تحول لبنان رمادا وأن تضحي بشعبه حتى آخر مؤمن بالبقاء فيه.

قد يقول البعض إننا نفرط في التشاؤم، لكن بربكم في أي منزلة وتحت أي وصف، غير الكفر والهرطقة، يمكن تصنيف السجال الجاري بين بعبدا وبيت الوسط منذ الأمس، وهل بهذا الكلام الموتور المتعالي الخالي من الوقائع يمكن الرد على اللوائح الملونة والمرقمة التي لوح بها الرئيس الحريري؟، وأي ابليس هو هذا الذي يندس في كل مرة بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية فيضرب ويمزق العلاقات في عمق نسيجها وينسف كل الجسور؟، وهل هو فاتح على حسابه أم يتكلم باسم مرجعيته؟.

لن نحصل طبعا على جواب، وكل الدلائل تؤكد ألا حكومة، لا الان ولا في المدى البعيد، وإن شكلت فستكون مأزومة فاشلة على شاكلة العلاقات المريضة القائمة بين مكوناتها.

من هنا، فإن أصدقاء لبنان يتوقعون الأسوأ لنا على كل الصعد، ولن ينفع لا تحقيق جنائي ولا تحقيق محاسبي ولا فتح دفاتر الاختلاس والسرقة طالما الجناة يديرون التحقيقات ويشرفون عليها.

وسط هذه الفوضى، بدأت حملة التلقيح ضد الكورونا رسميا، وهي على صغر دائرتها حتى الساعة يمكن وصفها بالمقبولة.

الجيد المسجل في الإطار، ان نسبة الإقبال على التسجيل ترتفع ومعها تنخفض نسبة المشككين بجدوى اللقاحات، لكن السباق يبقى محموما بين التعجيل في التلقيح وتكثيفه والتراخي الفوضوي الذي يضعف بل يضرب تدابير الحجر والإقفال…

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون “او تي في”

في الموضوع الصحي، عنوان واحد: حض المواطنين على تلقي اللقاح المضاد لكورونا، بالاستناد إلى نصائح المختصين من دون سواهم، والمعطيات العلمية فقط لا غير، مع الاشارة الى ان عداد الاصابات للساعات الاربع والعشرين الماضية سجل انخفاضا ملحوظا إلى ما دون الألفي إصابة، إلى جانب أربعة عشر حالة وفاة.

أما في الموضوع الحكومي، فعنوانان:

الأول خارجي، وفحواه حرارة متجددة على الخط الروسي – اللبناني، من خلال اتصالين قام بهما مبعوث الرئيس الروسي الى الشرق الاوسط بكل من الحريري وجنبلاط وترقب لزيارة الرئيس ايمانويل ماكرون للرياض، والمشاورات الفرنسية – السعودية حول لبنان، علما أن السفيرة الفرنسية آن غريو زارت اليوم مقر السفارة السعودية في اليرزة، والتقت السفير السعودي وليد البخاري.

أما العنوان الحكومي الثاني فمحلي، ومحوره كلمة رئيس الحكومة المكلف أمس، حيث لفت الوزير السابق سليم جريصاتي إلى أنها تميزت بخفة لا متناهية، متوجها إلى الرئيس سعد الحريري بالقول: لست أنت أو سواك من أوقف أو يوقف العد، ذلك أن ضمانة من هذا النوع هي من الميثاق والدستور، مضيفا: كفانا تعاليا واستقواء إذ نحن قوم لا يرهبنا تطبيع من هنا أو تخصيب من هناك، فهذه أرضنا، وهذا وطننا النهائي والسرمدي.

وفي رد على ما ورد عبر موقع “مستقبل ويب” بعنوان “جريصاتي المفتن بإسم الجمهورية”، قال: يزعمون أنهم أوقفوا العد فيما أنهم جنسوا العدد، وأنهم أصحاب الإعتدال فيما أنهم حبسوا مشروع قانون الزواج المدني الإختياري الذي أقره مجلس الوزراء. ويبقى الشعب هو الحكم”.

أما في موضوع الورقة المتداولة بأسماء مرشحة للتوزير، فلفتت اوساط سياسية عبر الأو تي في إلى أن وجود ورقة تتضمن أسماء بأشخاص مؤهلين هو أمر أكثر من عادي وطبيعي، بخاصة وأن رئيس الجمهورية معني بكامل التشكلية الوزارية التي لا تبصر النور من دون شراكته وتوقيعه، بخاصة وأن مضمون الورقة يؤكد أنها عبارة عن افكار، بدليل انها لا تربط بين الاسماء المقترحة لوزارات اساسية، وبين التوزيع الطائفي والمذهبي المعتمد لها، وكان من الطبيعي أن تخضع للنقاش الرصين، لا ان يشهر بها بخفة عبر الاعلام.

وفي كل الحالات، السؤال الابرز اليوم: لماذا لم يزر الحريري السعودية بعد، ولماذا يلقي بأزمته الخاصة على كاهل اللبنانيين؟

اللبنانيون شعب غير قابل للخداع. أجيبوه وأقنعوه، ولا تظنوا أن بمقدوركم أن تضحكوا عليه…

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون “ال بي سي”

إذا كان أي تقدم سياسي واقتصادي مرتبط بتشكيل حكومة جديدة، فالنتيجة: لا تقدم على أي مستوى لأن لا حكومة جديدة، بل على العكس من ذلك، يتدهور الوضع السياسي إلى مستوى غير مسبوق بين بعبدا وبيت الوسط، والحرب الكلامية اليوم هي استمرار لما كان بدأ أمس إثر كلمة الرئيس الحريري التي استدعت ردا من القصر ومن التيار الوطني الحر.

اليوم تجددت الحرب الكلامية التي افتتحها مستشار رئيس الجمهورية سليم جريصاتي الذي وصف خطاب الحريري أمس بالخفة اللامتناهية وبأنه يمنن المسيحيين بوقف العد، ساخرا من “لوثة المنة والمكرمة لديه”… ويبدو أن بيت الوسط اتخذ قرارا بالرد بسرعة فجاء الرد عبر “مستقبل ويب”، فوصف جريصاتي بالمفتي الدستوري والمفتن السياسي منذ أيام الوصاية السورية، معتبرا أنه يريد بلسان ميشال عون وجبران باسيل، فتح معركة طائفية بين المسلمين والمسيحيين…

سارع جريصاتي إلى الرد على الرد، فاتهم تيار المستقبل بمرسوم التجنيس من خلال قوله: “يزعمون أنهم أوقفوا العد فيما أنهم جنسوا العدد” ليعود المستقبل ويرد واصفا جريصاتي بأنه “كبير الشتامين في القصر، ذو الباع الطويل في تحريف الدستور على قياس فتنه المتجولة”.

ولكن ماذا بعد هذا السجال الذي لا يبدو في الأفق أنه سينتهي قريبا، ماذا سيحصل؟ لا أحد يجرؤ على التكهن أو التوقع، فالسجال يعكس قرارا بالتصعيد المتبادل من دون سقوف، في غياب الوساطات سواء الداخلية أو الخارجية، فالموضوع لم يعد مجرد تشكيلة او حجم حكومة أو توزيع حقائب بل أصبحت أزمة ثقة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، وترميم هذه الثقة يبدو اصعب من ترميم ما تهدم في انفجار المرفأ.

وفيما السجال مندلع، الإنشغالات في مكان آخر، ماذا سيحصل مصرفيا بنهاية هذا الشهر؟ هل ستستطيع المصارف زيادة رؤوس اموالها عشرين في المئة؟ رئيس جمعية المصارف يؤكد ان معظم المصارف ستلتزم توجيهات البنك المركزي، أما حاكم مصرف لبنان فكشف أن كل البنوك تقريبا تقدمت بطلبات لزيادة رأس المال وتم بذل جهد كبير لزيادة السيولة”.

في السياق عينه، ثمة حديث عن تمديد المهلة لزيادة رؤوس الأموال، من دون ان يصدر تأكيد رسمي بذلك.

وفيما المصارف منهمكة في زيادة رؤوس أموالها، تكافح مؤسسة كهرباء لبنان ووزارتا المال والطاقة لتوفير مستحقات لشركات الصيانة وشركات مقدمي الخدمات وبواخر توليد الكهرباء… الجامع المشترك بين الشركات الآنفة الذكر أن لديها مستحقات بملايين الدولارات في ذمة الدولة، فهل ستعطيها فترة سماح؟ أم ان المزيد من التقنين ينتظر اللبنانيين؟

في ملف كورونا، وبالتزامن مع اليوم الثاني للتلقيح، سجلت 44 حالة وفاة و 1739 إصابة.
وقبل الدخول في كل هذه التفاصيل، الإنترنت سيشهد شيئا من “الخربطة” في الساعات الأربع والعشرين المقبلة، ما يمكن ان يؤثر سلبا على كل القطاعات التي لا تسير إلا من خلال الـ “أون لاين”.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون “المنار”

عزز اللقاح آمال اللبنانيين بامكان التغلب على وباء كورونا – ولو انه الخطوة الاولى في مسير الالف ميل، فيما عمق الاداء السياسي قناعة اللبنانيين بالا امكان للتغلب على البلاء الذي هم فيه.

وكعادتهم يبرع السياسيون اللبنانيون بقطع الاوصال وصولا الى اللعب على حافة الهاوية، مع معرفة الجميع ألا خيار سوى التواصل والاتفاق، وتدوير الزوايا لا تسنين الحراب.

حرب البيانات والتصريحات لن تؤلف حكومة ولو بعد الف عام، ولا تقاذف المسؤوليات والاتهامات، ولا صياغة سيناريوهات الاحداث على قياس كل من المعنيين ومن وجهة نظره.

فيما وجوه اللبنانيين مسكونة بشحوب الجوع والوجع والفقر والمرض، اما اصعب الامراض فما زالت ابتعاد المعنيين عن اولويات الواقع.

في الواقع الا احد يعرف كيف ستحل عقد تشكيل الحكومة مع اخذ خلاف بعبدا بيت الوسط اشكالا مختلفة من الاشتباك، عمقت الشرخ وبددت ما تبقى من ثقة بين الجانبين، ما يصعب المهمة على اي محاول لترميم المشهد، على ما قالت مصادر متابعة للمنار. وإن كان سعاة الخير – القدامى والجدد – لن يستسلموا، لكن مهمتهم باتت ثقيلة…

ووسط اشتباك الاجتهادات والصلاحيات، اعلنت (حركة امل) ان مبادرة الرئيس نبيه بري للحل ما زالت قائمة، وانها تشكل المخرج للعقد الحكومية كما قال مكتبها السياسي في اجتماعه اليوم.

فيما لم يعرف الى اليوم مصير زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي الى بيروت، وان كان القصف السياسي من منبر الرابع عشر من شباط قد اصابها، او انه تمهيد ناري لها، بخاصة وان مواقف الرئيس سعد التحريري التصعيدية جاءت بعد زيارته الفرنسية.

كورونيا، انطلاق عملية التلقيح زرعت نواة مرحلة جديدة ان احسن اللبنانيون التعامل معها، مع اعتبارها عاملا مساعدا لا بديلا عن اجراءات الوقاية الالزامية لمكافحة الوباء، بخاصة وان اعداد اللقاحات المتوافرة الى الآن تجعل عملية التلقيح طويلة لتشمل جميع اللبنانيين، فيما علمت المنار أن تواصلا يجري بين الحكومتين اللبنانية والروسية لتسريع انجاز بروتوكول يمكن اللبنانيين من الحصول على لقاح سبوتنك باسرع وقت ممكن.

مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون الجديد”

مع بدء شهر الصوم… حولوا لبنان إلى رماد حكم يصلب الدستور… وقيادات خارج الحكم تشهد زورا على “نقض الهيكل” أو بأقل الإيمان فإنها مكونات صامتة… فيما البلاد تفر من بين أيديها.

الخسارات تتوالى لكن أصعبها تلك التي تقود الى اندلاع الانقسامات الطائفية… تحت مسمى الحفاظ على الدستور وحقوق المسيحيين وسيقابلها حكما التمسك بصلاحيات رئيس الحكومة من الطائفة السنية، فأي عاقل حكيم سيتحمل تبعات ما يأخذنا إليه هذا الجدل؟…

وعلى هذا النزاع أفرزت دوائر بعبدا مستشارها المحشو بالألغام سليم جريصاتي للرد على خطاب رئيس الحكومة… والمستشار اعتلى منصة من فوهات سياسية، وبدأ قصفا عشوائيا من فوق سطوح القصر… خلاصته أن اللبنانيين لا يفقهون لغته وليسوا على مقامه الضارب في الماورائيات الدستورية، ومن أعلى سطوح القصر كان جريصاتي ينغم ويتفلسف ويدخل من الميثاق ليخرج من الدستور ويجول فوق “العد”… مع جرعة من “لا وألف لا.. ولا أنت ولا سواك”… واصفا خطاب الحريري بالخفة اللامتناهية والرجل اللامتناهي في الصلافة الفقهية والسياسية كان يرد عليه من موقع “مستقبل ويب”…

وبإشارة من بيت الوسط وعلى مرمى الدول كانت روسيا تدخل عاملا توضيحيا إلى مشهد التأليف فبعدما كشف النائب وائل أبو فاعور عن موفد رئاسي من قبل بعبدا الى موسكو لطمر المبادرة الفرنسية وصلت طلائع البيانات الروسية التي وجهت صفعة الى العهد وقال بيان صادر عن الخارجية إن اتصالا هاتفيا جرى اليوم بين الرئيس المكلف سعد الحريري والمبعوث الخاص للرئيس الروسي ميخائل بوغدانوف، وتناول الحديث التشديد على ضرورة التأليف السريع لحكومة المهمة برئاسة الحريري الحائز أغلبية الأصوات في البرلمان كذلك التكليف من رئيس الجمهورية ميشال عون، وتقاطع هذا البيان ومصادر روسية متابعة قالت إن بوغدانوف أبلغ كلا من جبران باسيل والنائب السابق أمل أبو زيد رفض موسكو وطهران وأطراف لبنانية للثلث المعطل هي كف بختم القياصرة… لحكم ما زال يراقص اللبنانيين بلعبة الدببة المؤدية للانهيار وتحت مبدأ: علي وعلى أعدائي ولا شيء لدينا نخسره؟…

فرئيس التيار جبران باسيل خسر داخليا… وهزمته عقوبات أميركية… وأبلغه الحكم الأميركي الجديد برئاسة جو بايدن أن رفع العقوبات لن يكون سياسيا… وعليك باللجوء الى القضاء وبأوراق أميركية ملغاة… وإقفال عربي وخليجي… وسوء سمعة محلية… ينصرف باسيل إلى “اللعب عالمكشوف” وحماية الجدار الرئاسي الذي قد يمنحه زاروبا في بعبدا ما لم يتم التمديد سيتمسك جبران بالثلث المعطل… وسوف لن يثق بحزب الله حليفا يأتمن جانبه السياسي… وسيستنزف ما تبقى من سنوات الرئيس ورصيد ما كان يسمى العهد القوي وسيكون رئيس التيار واثق الخطوة… ضامن النجاح… لأنه ما دخل معركة تعطيل إلا وفاز فيها ولي العهد… سيثأر سياسيا حتى وإن أحدث اضرارا كبيرة في لبنان… على المستوى المسيحي أولا، ومن ثم على كل الخطوط الطائفية الحمر وأمام هذه الهاوية فإن القيادات المسيحية خارج السلطة وفي داخلها قد ابتلعت ألسنتها… واحتفظت بتصاريحها… وأخمدت مواقفها وكل يخوض حروبه السياسية الخاصة حيث لا صوت يعلو فوق صوت الكنيسة والبطريرك الراعي… وما عداه فإن الدولة تموت… ليحيا جبران.