وفي حين أجمعت معظم الصحف اللبنانية على التأكيد على أن “الطحشة” الروسية على حدّ تعبير “نداء الوطن” لا تتعارض مع المبادرة الفرنسية بل تأتي استكمالاً لها، اعتبرت صحيفة “النهار” تحت عنوان “تصعيد حاد وروسيا تستعجل ايضاً “حكومة مهمّة” أن البارز في الاتصالات الروسية مع بيروت أنها بدت كأنها تدفع في اتجاه التحفيز على تشكيل “حكومة مهمة” بما يتيح تنفيذ المبادرة الفرنسية وليس منافستها خلافا لبعض الانطباعات والإيحاءات السياسية الداخلية.
ولفتت صحيفة “الديار” تحت عنوان “موسكو تدخل على “خط الازمة” دون مبادرة: احذروا دفع “فاتورة باهظة” الى ان لا توجد لدى موسكو اي مبادرة جاهزة يمكن التعويل عليها لكسر الجمود في الملف الحكومي، ولا توجد حتى الان اي رغبة روسية في التحرك طالما لا تزال المبادرة الفرنسية على “الطاولة”، لكن التحرك الروسي ياتي على خلفية ارتفاع منسوب القلق لدى القيادة الروسية من دفع لبنان “فاتورة مؤلمة” وباهظة الثمن في الفترة الانتقالية للادارة الاميركية الجديدة غير المهتمة بملفات الشرق الاوسط، الا بشقها الايراني.
في هذا الوقت، لفتت صحيفة “نداء الوطن” تحت عنوان “”طحشة” روسية على التأليف: سياسة باسيل تضرّ بالمسيحيين!” الى ان وغدانوف “كان قد أبلغ صراحة كل من يعنيهم الأمر في “التيار الوطني الحر” وعلى رأسهم الوزير السابق باسيل أنّ أداء “التيار” السياسي غير ملائم بل هو يضر بمصالح اللبنانيين، والمسيحيين تحديداً”، مشيرةً إلى أنّ هذا الموقف الروسي أتى “بعد سلسلة محاولات جرت من قبل مسؤولين في “التيار الوطني” طلباً لدعم موسكو في موضوع الحصول على الثلث المعطل في الحكومة، لكنّ الجواب الروسي جاء سلبياً بحيث أكد أنّ هذا الموضوع مرفوض داخلياً وخارجياً”.
في غضون ذلك، أكدت صحيفة “اللواء” تحت عنوان “الإشتباك الحكومي”: فريق العهد يقطع الجسور.. وباريس تتحرك!” ان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيزور المملكة العربية السعودية نهاية هذا الشهر أو مطلع آذار، ويزور ايضاً الامارات العربية المتحدة ودولا اخرى، للبحث في عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك وبينها بالطبع ملف لبنان والعلاقات الخليجية – الايرانية ومصير استئناف مفاوضات الملف النووي بين اميركا وايران وتأثيراتها على لبنان. في وقت كان يجري سلسلة اتصالات بعيدة عن الاضواء شملت بعبدا وبيت الوسط، ولم يعرف ما إذا كانت شملت رئيس المجلس، للتخفيف من حدة الاشتباك.
الخلاف مستمر
وبحسب “النهار” فان مسار التصعيد يبدو كأنه ماض بلا افق زمني نظراً لاعتبارات عدة شكلت في مجموعها نقاطا داخلية وخارجية متقدمة لمصلحة تقوية موقف رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وساهمت تاليا في احراج موقف بعبدا بعدما اعتمد الحريري في خطاب الرابع عشر من شباط المكاشفة الكاملة حيال مجريات اجتماعاته الـ15 مع رئيس الجمهورية ميشال عون. ولعلّ ابرز النقاط المتقدمة هذه كما تبرزها أوساط معنية بخلفيات ما جرى في الساعات الاخيرة ان الحريري يبدو واثقاً من حصوله على دعم خارجي عربي وغربي متنام في الإعداد لتشكيلة حكومة وبرنامج لها يستجيبان لمعايير بات يجمع عليها المجتمع الدولي بل يشترطها كممر اجباري للحصول على الدعم الدولي للبنان. وهو يتحضر لمتابعة الجولة التي كان بدأها في الأسابيع الماضية وزار خلالها عدداً من الدول الشقيقة والصديقة. ويتضمّن الجدول محطّات جديدة مرتقبة في أكثر من دولة عربيّة ودوليّة يعتزم الحريري زيارتها في المرحلة المقبلة، فيما يبقى الاعلان عن مواعيد الزيارات والأطر التنظيمية رهناً بالوقت المناسب.
الاّ أن صحيفة “البناء” وضعت الخلاف القائم في إطار سعي الفريقين الرئيسيين في بعبدا وبيت الوسط الى تحقيق المزيد من النجاح في تصليب بيئتهما طائفياً.
وفي هذا الاطار، كشفت صحيفة “الشرق الأوسط” تحت عنوان “عون يدفع باتجاه أزمة حكم و”حزب الله” يدعمه بالثلث الضامن” أن الرئيس الحريري لم يتوجّه إلى بعبدا للقاء عون من باب المجاملة ومراعاة منه لرغبة ماكرون، وإنما لاختبار مدى استعداده للتعاون على قاعدة أنه قرر الاستجابة عملاً لا قولاً لمضامين المبادرة الفرنسية، وانه نسّق مع ماكرون في كل شاردة وواردة تتعلق بالعُقد التي لا تزال تؤخر تشكيل الحكومة، خصوصاً لأنه بات على معرفة بكل التفاصيل، وتقول إنه لن يبقى صامتاً وسيكون له الموقف المناسب على ضوء معرفته للجهة التي تعرقل ولادة الحكومة، وهذا ما سيُظهره إلى العلن في غضون أيام معدودة.
في المقابل، ترى هيام القصيفي في صحيفة “الأخبار” تحت عنوان “الحريري وباسيل: منازلة في الخيارات الفاشلة” أن الحريري الحريري على عامل الوقت، لأن مرور أشهر من دون حكومة يعني أن العهد وباسيل يراكمان خسائرهما، في ظل ارتفاع مستوى الانهيار الداخلي، ما يسهم في الضغط عليهما للقبول بما هو معروض.
ترقب لكلمة نصرالله
واعتبرت صحيفة “النباء” ان الكلام المنتظر الليلة من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سيتناول الملف الحكومي، وسيتضمن تأكيداً على الحاجة لتغليب العقلانية والوسطية في مقاربات الأطراف المعنية، بينما تؤكد حركة أمل بقاء مبادرة رئيس مجلس النواب على الطاولة، في ظل دعوات لهدنة إعلامية تفتح طريق العودة للتشاور. وتوقعت مصادر مواكبة للملف الحكومي أن يترجم كلام السيد نصرالله بمبادرة عملية بالتنسيق مع الرئيس بري يتولى خلالها حزب الله تحضير المناخ مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لحلول وسط فيما يتولى الرئيس بري ضفة الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، يرجح أن يكون المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم من يقوم بمهام الحركة المكوكية على الرئاستين لتسويق مشروع الوساطة، انطلاقاً من الهدنة الإعلامية.