الحريري لن يتسرع ولن ينسحب.. وهذا ما سيفعله

17 فبراير 2021
الحريري لن يتسرع ولن ينسحب.. وهذا ما سيفعله

كتب طوني عيسى في “الجمهورية”: كثيرون في محيط الحريري يعتقدون أنّ الأفضل له أن يغادر الملعب ويترك لعبة الانتظار المُملّة لسواه. فعلى الأقل، هذا يجنّبه تحمُّل المسؤولية عن مرحلة جديدة من الانهيارات، على غرار المسؤولية عن انهيار 17 تشرين الأول 2019. وفي اعتقاد هؤلاء أنّ قوى سياسية عدة تدفَع الحريري ليكون في الواجهة، فتختبئ خلفه لتجعله كبش المحرقة.

لكنّ آخرين يعتقدون أنّ بقاءه داخل اللعبة هو ضمانة له على رغم كل شيء. فالخسائر التي سيتكبّدها نتيجة انسحابه تفوق الخسائر التي يتكبّدها اليوم. وفي فترة سابقة، عندما اضطر إلى الابتعاد عن السرايا والبلد، دفع الثمن غالياً على مستوى زعامته داخل «المستقبل» والطائفة السنّية.

ولكن، من المثير أن يبدو الحريري اليوم من دون خصومٍ حقيقيين، ولكن أيضاً من دون حلفاء حقيقيين في الداخل. فـ»القوات اللبنانية» والاشتراكي ليسا حليفين له بالكامل. أمّا الرئيس نبيه بري فليس خصمه بالكامل، فيما خصمه السياسي المفترَض «حزب الله» يبدو أكثر المدافعين عن وجوده في السرايا، من تحت الطاولة.

ولذلك، مشكلة الحريري أنه لا يستطيع مُجاراة الاتجاه القائل بعزل «الحزب» والقوى السياسية تماماً عن الحكومة. وهو يحاول تركيب صيغة ترضي الجميع على الطريقة اللبنانية. وهذا الموقف يتلاءم والنظرة الفرنسية أيضاً، ولكنه لا يرضي الأميركيين والسعوديين.

وفي هذا الخضم، يجد الحريري نفسه مضطراً إلى التمَوضع في نقطة حسّاسة. فهو لن ينسحب من اللعبة تَخاذلاً، ولن يتقدّم خطواتٍ متسرِّعة انتحارياً. فلا شيء يضمن أن يطول الانتظار اليوم أيضاً.