زوجة الاب تضرب طفلة الثامنة بالسلك وترتطم رأسها بالجدران

17 فبراير 2021

تزايدت في الفترة الأخيرة قضايا الإعتداء على الأطفال وتعرّضهن لأبشع أنواع التعذيب. آخر تلك القضايا هو ما تعرّضت له طفلة في الثامنة من عمرها على يد زوجة أبيها “س” التي كانت تُعنّفها بطريقة وحشيّة ولا تتوانى عن إشباعها ضرباً وركلاً وقرصاً.

“لبنان 24” تابع حكاية الفتاة القاصر، فتبين أنّها تقطن في منطقة جبل لبنان مع عائلتها المؤلفة من أبيها (لبناني) وزوجة أبيها(سورية) وشقيقتين إثنتين، الكبرى عمرها ثماني سنوات والصغرى تبلغ ثلاث سنوات. الشقيقات الثلاث كنّ يتعرضن لأبشع أنواع التعنيف من قبل زوجة أبيهنّ، التي كانت تشدّ شعرهنّ، تضرب رؤوسهنّ بجدران المنزل وبالأرض، تقرصهنّ في أماكن حساسة وتضربهن بكف يدها على وجوههنّ وفي أماكن مختلفة من أجسادهنّ، مستخدمة أحياناً كثيرة سلك الكهرباء، حتى أنّ الفتاة الصغرى كانت كلّما تبوّلت في ثيابها تلقى الضرب المبرح من دون أن تحاول “زوجة الأب”  إفهامها، ناهيك عن التعنيف المعنوي والصراخ والشتائم التي تقع على مسامع الفتيات القاصرات.

وصلت المعلومات الى الأجهزة الأمنية والى إتحاد حماية الأحداث في لبنان، فطلب الأخير نقل الطفلة الوسطى المعنّفة الى المستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة، ولدى عرضها على طبيب شرعي، أكد في تقريره تعرّض الفتاة للضرب في أنحاء مختلفة من جسمها (موثقة بالصور) كما تبيّن أنها تعاني من كسور في الجمجمة وأنّ تلك الكسور تحتاج الى الراحة والى وقت لتتعافى. وبعض تلقيها العلاج  في المستشفى والإرشادات اللازمة، تمّ نقل الفتاة مع شقيقتيها الى منزل العمّة في جبل لبنان، بعدما جرى سماع الطفلة الوسطى بحضور مندوبة الأحداث، واستجواب والدها الذي ترك بسند إقامة وزوجة أبيها التي تمّ توقيفها بإشارة القضاء المختصّ.

وتؤكّد أميرة سكر رئيسة الإتحاد، في حديث  لـ”لبنان 24″ أنّ الإتحاد يتابع القضية عن كثب، وهو حريص على إبقاء الفتيات القاصرات في مكان آمن وسيعمد الى زيارتهن دوريّاً للإطمئنان على صحتهن النفسية والجسدية ووجودهن في مكان سليم، مع أشخاص يتمتعون بالكفاءة اللازمة وبالوعي والمسؤولية الكافيتين اللتين تخوّلهم الإشراف على فتيات بهذا العمر.

وأشارت سكّر الى أنّه سيصار الى تأسيس ملف حماية مع قاضي الأحداث في جبل لبنان، مضيفة أن باقي تفاصيل القضية تبقى ضمن سرية التحقيق بهذا الملف الحسّاس، ولا يتم الإفصاح عنها كي لا يتم إيذاء القاصر.

ولاحظت سكر تزايد تعنيف الأطفال في الآونة الأخيرة، مشيرة الى ضرورة نشر حملات توعية تحثّ القصّار على الإتصال بأرقام الإتحاد أو التواصل على الخط الساخن، للتلبيغ عما يتعرض له البعض، خاصة مع تواجد الأجهزة الإلكترونية والهواتف بين أيدي أطفالنا في ظلّ التعلّم عن بُعد، ما يُسهّل عليهم القيام بالتبليغ عن أي عنف يطالهم حتى عبر “إنستغرام”،”تويتر” “فايسبوك”، او التطبيق الخاص بالإتحاد وغيرها من الوسائل المتاحة.