لم تسفر عودة السفير السعودي الى بيروت عن جديد سوى تكرار تأكيد الوقوف إلى جانب لبنان، بل ان السفير وليد البخاري حاذر الغوص في تفاصيل المناوشات الحكومية الحاصلة، ما يؤكد بأن السعودية لا تزال عند قرار الانكفاء عن لبنان.
في غضون ذلك ، لوحظ في الاونة الاخيرة تقدم بارز لدور الإمارات العربية المتحدة معطوفا على متابعة مصرية بشكل مستمر لكل المستجدات لتعويض الغياب السعودي وعدم ترك الساحة اللبنانية لتحرك المحور الايراني فقط ، وجرى تتويج الجهود الإماراتية بلقاء جمع ولي العهد محمد بن زايد مع الرئيس المكلف سعد الحريري.
يمكن النظر الى التحرك الامارتي في لبنان بصفته توطئة لترتيب علاقة السعودية مع لبنان و إعادة الحرارة مع الرياض، وهي مهمة صعبة في ضوء تراكم عوامل داخلية وإقليمية جعلت السعودية تنفض يدها بشكل نهائي، ومن العسير إعادة الأمور إلى سابق عهدها في ظل رؤية محمد بن سلمان لدور لبلاده في المستقبل مغاير تماما لنهج المملكة التاريخي.
تشير أوساط متابعة، بأن التدخل الامارتي كسر عزلة لبنان ومنح الحريري عناصر قوة في مواجهة الفريق المقابل، ما أدى إلى خسارة فريق عون الرهان على طي صفحة تكليف الحريري والذهاب نحو خيار بديل.
بالتوازي ، دخلت قطر على الخط وفق منظار أوسع لمعالجة أزمة لبنان المستفحلة من خلال توسيع دائرة النقاش وربطها بالاتصالات التي تجريها الدوحة بين واشنطن وطهران ، وهي تلعب دور التكامل مع المبادرة الفرنسية للحل في لبنان بما يتلائم مع مصالحة قمة العلا والقائمة على تحصين وحدة الخليج العربي .
أمام هذه الصورة، لم يصدر عن السعودية مطلق إشارة ،سلبا او ايجابا، رغم الاجواء العامة بأن الدور الامارتي كما الاتصالات القطرية لا تتم الا وفق موافقة سعودية ضمنية، من هنا يعمد الحريري الى تزخيم اتصالاته مع الدول الخليج حتى بلوغ طائرته مدرج مطار الرياض لتكون العتبة التي سينطلق منها لتشكيل الحكومة.