مرونة وايجابية ظاهرة فهل تترجم حكوميا؟

22 فبراير 2021

ما ان تسلّمت ادارة جو بايدن مهماتها الرسمية حتى بدأت رسم الخطوط العريضة لسياستها الخارجية، وكذلك باشرت، إن من خلال رئيسها او وزير خارجيتها ومستشار الامن القومي، إجراء اتصالاتها مع مسؤولين دوليين، ولكن وفق اولوية الملفات التي وضعتها، وتعكس الى حدٍّ كبير تراتبية اولوياتها.

ومن المفترض ان يبحث الرئيس الفرنسي خلال زيارته المتوقعة للسعودية كل الملفات زائداً ملف لبنان. والواضح انّ كل هذه الورشة الضخمة للأميركيين لا مكان فيها للملف اللبناني المتروك للفرنسيين في هذه المرحلة، مع وجود احتمال كبير بإشراك روسيا في بعض جوانبه.
 
في الواقع باشرت السعودية إبداء شيء من المرونة على الصعيد اللبناني، انسجاماً مع الصورة الشاملة. فالسفير السعودي عاد الى بيروت بعد طول قطيعة، والرئيس سعد الحريري اقترب من زيارة السعودية، خصوصاً وانّ لقاءه بولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد ما كان ليحصل لولا إزالة «الفيتو» الذي كان يضعه ولي العهد السعودي. وفي المقابل كانت المرونة واضحة في الخطاب الاخير للأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله.

 
حتى خطاب رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل تضمن في بعض ثناياه دعوة الحريري الى التفاوض، مع ابداء بعض المرونة لجهة الثلث المعطل، ووجد المخرج من خلال ترك التسمية لتيار «المردة».
 
هو تلويح عدد من الاطراف بالإيجابية ولو من بعيد، لكن الحكمة تقضي بالاستعجال اكثر، لأنّ إدارة بايدن تريد اقفال ملف المنطقة بسرعة، والأهم، لأنّ واقعنا الاقتصادي والمالي اكثر من خطير.