بين كلام باسيل وردّ ‘المستقبل’… فالج لا تعالج!

22 فبراير 2021
بين كلام باسيل وردّ ‘المستقبل’… فالج لا تعالج!

في كل مرّة يتحدّث الوزير السابق جبران باسيل يُقابل بردود فعل متعدّدة. هو قال رأيه في كل الأمور تقريبًا، وبالأخصّ في الموضوع الحكومي. وكذلك فعل الآخرون، وعلى رأسهم تيار “المستقبل”. 
ما قاله باسيل، في إطلالته التلفزيونية هذه المرّة، في الجديد الحكومي يتلخص بالمواقف التالية، وهي التي إستفزت أخصامه السياسيين: 

أولًا، تحدّث في الشخصي عندما تناول الرئيس الحريري “الذي إنقلب على رئيس الجمهورية وطعنه بظهره يوم قدّم إستقالة حكومته من دون أن يخبره”، و”لم نسمّ الحريري لإقتناعنا بأنه لا يقدر ان يكون عنوانا للاصلاح”، و”كسر قاعدة الاختصاص ورشح نفسه، وقال من قصر بعبدا انه لا يقبل بحزبيين وبغير اختصاصيين، ليوحي بأن الرئيس يطلب هذا الأمر. حسنا، كلنا متفقون على موضوع الاختصاصيين ولا أحد يطالب بغير ذلك، ولا أحد كسر القاعدة الا هو”. 

ثانيًا، تفسير وحدة المعايير”للذين لم يفهموا معناها بعد”، وقال “قدمنا كل التنازلات لدرجة عدم المشاركة بالحكومة وبلغنا هذا الموقف، وقلنا نعطي الثقة للحكومة اذا تألفت بمعايير واحدة، واذا لا، تقدر أن تأخذ الثقة من دوننا، وتذكروا هذا، ولكن لا أحد يقدر أن يجبرنا على إعطاء الثقة لحكومة لا تحترم معايير الدستور والشراكة، والا يعتبرنا معطلين. يريدون أن نشارك غصبا عنا وبشروط غير مقبولة، والا يتهموننا بالتعطيل. لا نريد المشاركة. هل بالقوة؟ لم نسأل عن الشكليات، من يحكينا ومن لا، ولم نطالب بوزارة أو بعدد، وقبلنا بكل معيار أو شرط يطبق على البقية”.  

ثالثًا، من مصلحة العهد أن تتشكل الحكومة اليوم قبل الغد، “نريد حكومة إذ من غير المعقول أن يريد العهد ترك نفسه من دون حكومة. ثانيا، نريد حكومة بسرعة إذ من غير المعقول أن يريد العهد خسارة الوقت المتبقي له. على العكس، من يسوق لهذا الأمر، هم من يسعون إلى أن يخسر العهد أياما أكثر من دون حكومة، حتى ولو انهار البلد اكثر. يقولون علنا ان العهد يجب أن يخسر اكثر ولو انهار البلد اكثر. ليست مشكلة ان ينهار البلد، المهم ان يسقط ميشال عون”. 

رابعًا، “نريد أولا حكومة وثانيًا بسرعة وثالثًا برئاسة سعد الحريري ورابعًا من دوننا. فليتفضل ويتحمل المسؤولية. هو المكلف لا نحن، وليشكل حكومة من دوننا، وليتوقف عن تضييع الوقت ويرمي الحجج على الغير. فليشكلها من اختصاصيين اصحاب قدرة، وعلى أسس العدالة والدستور، لا على هوى البعض”.  

الردّ جاء سريعًا من تيار “المستقبل”الذي إعتبر أن كلام باسيل لم يحمل جديدًا، “فرمى ما عنده وفيه من اسباب الفشل والعرقلة وتعليق العمل بالدستور والكلام عن الغدر والطعن بالظهر وقلة الوفاء على الرئيس سعد الحريري، لتحميله مسؤولية الخلل الذي يعانيه العهد وفريقه السياسي. وأسف “أن يشهد اللبنانيون من خلال الطحن الكلامي لباسيل، انتقال قرار رئاسة الجمهورية من قصر بعبدا الى سنتر ميرنا الشالوحي، وأن يستمعوا لرئيس الحزب الحاكم كما لو كان الناطق الحصري باسم العهد القوي. 

بعد الكلام الباسيلي والردّ “المستقبلي” يمكن أن يستخلص اللبنانيون بأن لا حكومة في القريب المنظور، على رغم الحديث بقبول الرئيس الحريري بأن تكون الحكومة من 22 وزيرًا، “وهو آخر تنازل يقدم عليه تسهيلًا لقيام حكومة إختصاصيين”، وعلى رغم الحديث أيضًا عن أن المبادرة الفرنسية لا تزال حاضرة، مع سعي روسي جديد يرى البعض فيه محاولة من العهد للإنقلاب على المبادرة الفرنسية والتنسيق المفترض مع السعودية، ليصل بهم (اللبنانيون) الوضع إلى حدّ اليأس والقول بكل بساطة: فالج لا تعالج. 

فلا أحد بعد اليوم يريد أن يسمع ما يقولونه السياسيون، لأنهم لا يعرفون إذا ما كانوا ينطقون بالحقيقة أو أن كلامهم هو كذب بكذب، وهم لا يرون طحينًا بل يسمعون جعجعة، وما أكثر الكلام هذه الأيام، الذي يُقال لمجرد التأكيد “أن بيّي أقوى من بيّ الآخرين”، في الوقت الذي تدخل جريمة إنفجار المرفأ في دهاليز جديدة من دون أن تلوح في الأفق ما يطمئن الأهالي بأن دماء أبنائهم لم تذهب سدًى.