فطروحات الراعي ليست ظرفية وهي متكاملة من تحرير قرار الشرعية إلى الحياد إلى الرعاية الدولية. وقد بدأت تلاقي إحاطة شعبية وسياسية ووطنية بحيث صارت بكركي بوصلة الرأي العام اللبناني الحر. البطريرك لم يدعُ إلى التوجه إلى الصرح ولكنه لا يرفض هذه الدعوة وسيلاقي الحشد بكل محبة وسيرحّب به. وبهذا التلاقي تتحوّل بكركي إلى حاضنة لانتفاضة من أجل استعادة السيادة والحرية والشرعية والكيان، مع مراعاة كل وسائل وطرق الوقاية من وباء الكورونا الذي لولاه لكانت الدعوة توسعت نحو حشد شعبي كبير. وهذا التحرك من بكركي وفيها سيتلاقى مع احتضان دولي وعربي بدأ يعبر عن نفسه بقوة.
إنها بداية مسار لا بد أن تصل إلى النهاية المطلوبة. ولولا جدية وقوة اندفاعة المبادرة البطريركية لما كانت ووجهت بهذه الطريقة المباشرة من أجل استدراج البطريرك إلى سجال وتحويله إلى فريق. التهويل بالحرب هو بمثابة إعلان حرب ولكن كما كانت الحرب على صفير خاسرة ستكون الحرب ضد الراعي خاسرة أيضاً.