‘ائتلاف استقلال القضاء’ يرّد على الإدعاء على محتجي طرابلس

24 فبراير 2021آخر تحديث :
‘ائتلاف استقلال القضاء’ يرّد على الإدعاء على محتجي طرابلس

صدر عن ائتلاف استقلال القضاء في لبنان بيان حول الإدعاء على محتجي طرابلس جاء فيه: اتّخذ مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، القاضي فادي عقيقي، أمس قراراً بالادّعاء بحقّ 35 شخصاً من ضمنهم 18 موقوفاً على الأقل وقاصران اثنان، بتشكيل جمعيات لارتكاب أعمال إرهابية وسرقة أملاك عامّة. وصدر الادّعاء على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات التي شهدتها مدينة طرابلس في نهاية شهر كانون الثاني 2021 اعتراضاً على قرار الإقفال العام لمواجهة انتشار وباء كوفيد-19 من دون وضع أيّ خطّة لدعم الأشخاص الذين فقدوا مداخيلهم من جرّائه. وهو ادّعاء أضيف إلى ادّعاء سابق صدر بحق الأشخاص أنفسهم بمجموعة من الجرائم الأخرى، لا سيّما محاولة القتل ومعاملة قوى الأمن بالشدّة، بالإضافة إلى جرائم لا تدخل ضمن اختصاص القضاء العسكري كإضرام النار وتظاهرات الشغب وأعمال التخريب وتشكيل عصابات.

وتعليقاً على هذا القرار، يهمّنا توضيح الآتي:

إنّ توجيه النيابة العامّة العسكرية تهمة الإرهاب بالجملة ومن دون أيّ تفرقة، لمجموعة من الأشخاص أوقفوا خلال تظاهرات شعبية أو على خلفيّتها يشكّل مسّاً خطيراً بحرّية التظاهر الدستورية، بمعزل عما تخلّل هذه التظاهرات من أعمال شغب. وهو يعكس تطوّراً خطيراً في مستوى القمع الذي تمارسه السّلطة ضدّ الاحتجاجات الاجتماعية، وهو تطوّر يقرّب لبنان من الأنظمة الشمولية في المنطقة، حيث بات الإرهاب تهمة جاهزة لوصم مختلف أشكال المعارضة،

إنّ عنف السّلطة الحاكمة ضد احتجاجات المدينة الأكثر فقراً في لبنان، وعلى شفير رفع الدعم عن المواد الأساسية، يُستشفّ منه أنّها تتهيّأ لمعالجة الفقر بالعنف. وما يزيد من خطورة هذا العنف، أنّه يأتي في سياق خطاب سياسي وإعلامي يسعى إلى تنميط مدينة طرابلس بالإرهاب، في ما يشبه العقوبة الجماعية ضد مجموع أبنائها وأحيائها،

إنّ السّلطة تؤكّد مرة أخرى على ما درجت عليه لجهة استخدام المحكمة العسكرية كأداة قمع، وهي محكمة استثنائية لا تتوفّر فيها شروط المحاكمة العادلة ومن المجحف أن يحاكم أيّ مدني أمامها،

فضلاً عن ذلك، يسجّل أنّ النيابة العامّة العسكرية تعمّدت حرمان الموقوفين في هذه القضية من حقوق الدفاع في مخالفة صريحة للمادة 47 من أصول المحاكمات الجزائية. كما امتنعت لغاية الآن عن إجراء أيّة تحقيقات جديّة في مقتل المتظاهر عمر فاروق طيبا برصاص القوى الأمنية في 27 كانون الثاني 2021، بعدما كانت قرّرت حفظ الملف في قضية مقتل فوّاز فؤاد السمّان برصاص الجيش خلال التظاهرات في طرابلس في نيسان 2020. وهي لا تزال علاوة على ذلك، تتقاعس عن التحقيق جدّياً في إصابة العشرات من المتظاهرين في بيروت في 8 آب 2020 بالخردق والرصاص الحي من قبل شرطة مجلس النوّاب.

انطلاقاً من كلّ ما تقدم، نعلن الآتي:

نتضامن مع كلّ المحتجّين المعترضين على تردّي الأوضاع المعيشية في جميع المناطق اللبنانية، وبخاصّة في طرابلس، وننبّه من أيّ مسعى لوصم هذه المدينة بالإرهاب،

نناشد قضاء التحقيق الناظر في الادّعاء، مواجهة تعسّف النيابة العامّة عبر منع المحاكمة في جرائم الإرهاب وفي مجمل الجرائم التي تخرج عن صلاحية القضاء العسكري بحق المحتجّين في طرابلس وإخلاء سبيلهم فور استجوابهم، خصوصاً في ظلّ الأوضاع الصحية الحاضرة التي تفرض الحدّ من اللجوء إلى التوقيف الاحتياطي والتخفيف من اكتظاظ أماكن الاحتجاز،

نطالب النيابات العامّة المختصّة بتحريك الدعوى العامّة في شكاوى مقتل وإصابة المتظاهرين، التزاماً بحقوق المواطنين في الحياة والسلامة الشخصية،

ندين استمرار محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري الذي تتعارض صلاحياته الواسعة وأذرعه الطويلة مع مبادئ المحاكمة العادلة ومن ضمنها مبدأ عدم جواز محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري،

نحن مقبلون على كارثة اجتماعية تسبّبت بها الجهات الحاكمة فاحشة الثراء والنفوذ. لذلك فإنّ أقلّ ما ينتظر من القضاء العادل في زمن كهذا، الإسراع في محاكمة الذين أثروا على حساب الناس بهدف استرداد ثرواتنا الضائعة، بدل الإمعان في إذلال الفئات الأقلّ حظاً وتعميق قهرها. فالأمن الاجتماعي يُبنى بالعدل وليس بتعميق القهر.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.