واذا كان “التيار الوطني الحر” والرئيس ميشال عون يعاندان بموضوع الحصص فهي محاولة منهما لضمان دور على طاولة المفاوضات، فيما الحريري ليس بوارد ترك فرصة تشكيل الحكومة بشروطه كونها الفرصة الاخيرة له ليكون على خط التقاطع الفرنسي السعودي. أما “حزب الله” فيتمسك بالحريري الذي يعتبره وسيطاً، ويحرص على علاقته مع “التيار الوطني الحر” الذي يسلمه كل اوراقه، وقد انعكس ذلك من خلال خطاب رئيسه جبران باسيل الاحد الماضي. يهم “حزب الله” تشكيل حكومة انما ليس حكومة صدامية. يفضل إبقاء حكومة تصريف أعمال تنازع، على تأليف حكومة لا يعرف نتائج تشكيلها، وتوقيته لبدء العمل الجدي مرتبط على ما يبدو بعقارب ساعة بدء مفاوضات ايران مع الاميركي… وكثير من الأحيان تكون المراوحة عملاً سياسياً مقصوداً في إطار الضغط.
ديبلوماسي خليجي يسأل: ما الذي يدفع اللبنانيين الى الاصرار على الحريري؟
كتبت غادة حلاوي في ” نداء الوطن”: يختصر احد المطلعين عن كثب على الموضوع الحكومي المشهد بالقول ان ابواب السعودية لا تزال موصدة بوجه الحريري رغم المحاولات، وهو ينتظر المحاولة الاخيرة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي سيزور المملكة في موعد رآه البعض قريباً فيما استبعده آخرون قبل نهاية آذار المقبل.
يراهن الحريري على ان ماكرون يمكن ان يفتح له باباً لأن وضع السعودية مع اميركا في حالة برودة، ويمكن للفرنسي ان يلعب في الوقت الضائع بين الاميركيين والسعوديين. كلما ابتعد الاميركي تقرّب الفرنسي الى السعودي على اعتبار ان السعودية بحاجة للفرنسيين حالياً. ينقل عن صديق للمملكة زارها قبل ايام ان لبنان لم يعد مدرجاً على جدول اهتمامات السعودية، ونقلاً عن مناخات الرياض فإن التعويل على زيارة ماكرون لن يؤتي أكله، فالزيارة قد لا تعود بالمنفعة وتسهل مهمة الحريري لان جزءاً من قرار الرئيس المكلف لا يزال، بتوصيف السعودية، عند “حزب الله”، ولذا فالمملكة ليست بوارد التنازل لـ”حزب الله” في لبنان في اطار الكباش الايراني الاميركي. أحد الديبلوماسيين الخليجيين طرح سؤالاً على شخصية سياسية التقته مفاده ما الذي يدفع اللبنانيين الى الاصرار على الحريري؟