راهـبٌ يقتلُ الملك

26 فبراير 2021
راهـبٌ يقتلُ الملك

كتب الوزير السابق جوزيف الهاشم في”الجمهورية”: مذهب الفوضوية الذي ظهر في القرن التاسع عشر بعد فشل محاولات الإصلاح الإجتماعي، وهو الذي يجسّد الفردية ويُلْـغي الدولة وكـلَّ أشكال الحكم الديمقراطي.
أحد ُ فلاسفة المذهب الفوضوي الإلماني «ماكس ستيرنر»، يدعو إلى «تدمير الدولة والمجتمع والأخلاق لأنّها تشكّل في نظره أوثـاناً…»
هذا المذهب قد خلَـق في أوروبا ملوكاً وقادةً فوضويّـين تحوّلوا إلى مجرمين، حتى غـدت الرؤوس المتوّجة بدورها مهدّدة بالإغتيال بسبب فداحةِ الفتْـكِ بالشعب.
والشعب المقهور كما يقول المفكّر الإيطالي «جوان دي ماريانا» هو كالحيوان يصبح شرساً عندما يشعر بأنّه مهدّد في حياته، وعندما يسقط القانون يدافع عن نفسه بالعنف، إنْ لم يكن بالثورة الشعبية فبالإغتيال الفردي.
إنّه السبب الذي جعل «بروتس» يغتال القيصر بالخنجر، فاعتبره المؤرِّخ اليوناني «بلوتارك» مثلاً أعلى للمواطن الروماني.
والفتاة الفرنسية «شارلوت كورداي» إبنة الخمسة والعشرين عاماً إغتالت بالخنجر رئيس حـزب اليعاقبة «جان بول مارا» المشهور بالتطهير السياسي، فاعتُبرتْ رمـزاً من رموز الثورة الفرنسية وأطلق عليها الشاعر الفرنسي «لامرتين» لقب ملاك الإغتيال.
وهنري الثالث ملك فرنسا خـرَّ صريعاً بخنجرِ أحد الرهبان لأنّ رجال اللاّهوت أبلغوه بأنّ قتْـل الطاغية عملٌ مشروع وشرفٌ خالدٌ لفرنسا.
الأمثلة على ذلك كثيرةٌ في التاريخ…
وحتّى لا يتكرّر المشهد عندنا بما ينطبق علينا في مختلف وجوهِـهِ فيصبح الإغتيال شرفاً وطنياً وكهنوتيّاً.
فليكن الطلاقُ إذاً، لأنّـه يظـلّ أفضل من الإغتيال.