وقال: “سماحة الشيخ عباس واحد من العلماء الأدلاء إلى الطريق والصراط المستقيم والحق والعدل، فهو من طينة هذا التراب العاملي، ومن طينة المستضعفين والفقراء والمحرومين، ومن طينة عباد الله الصالحين المؤمنين المخلصين والثابتين. بدأ جهاده وحركته وعمله من المسجد، وكان يأتي إليه في الفجر والظهر والمغرب ولو كان فردا لوحده، وأهل بلدته أعلم بصفاته، لأنهم عايشوه وعاشوا معه، وعرفوه عن قرب، وفي تلك المرحلة لا يعرف الشيخ عباس سوى أمر واحد، ألا وهو التكليف والحكم الشرعي، الذي كان يلتزمه وينفذه ولو كانت له أثمان. لم يخف في الله لومة لائم، وانطلق بثقافة الحكم الشرعي، وفي تلك المرحلة أي في السبعينيات، كانت المواجهة بين الفكر اليساري وتبعاته، وبداية الحركة الإسلامية والمواجهة والدفاع عن العقيدة والمبدأ والدين والرسالة والحكم الشرعي، لذلك كانت هذه الثقافة التي أرساها، ثقافة بناء الشخصية، التي منذ تلك اللحظة، ما زالت ثابتة وقائمة في سياق المواجهة”.
واعتبر أن “انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية المباركة، معجزة إلهية، لأنها خارج إطار المعادلات المادية والتحليلات السياسية وميزان القوى والمعادلات التي كانت مرسومة آنذاك، فكان الشيخ عباس رحمه الله أول من انتصر لهذه الثورة لحظة انتصارها، وانتمى لنهج الإسلام المحمدي الأصيل الذي أكده وثبته الإمام الخميني، الذي أزاح الغبار عن هذا الدين والإسلام ويقود الناس والجماهير للثورة ومواجهة الظالمين، وليس كما كانوا يقولون الدين أفيون الشعوب”.
وختم: “حمل الشيخ عباس أمانة المقاومة، وكان عنوانا ورمزا لها. كان بعمامته المجاهدة أول الذين عملوا في الليل والنهار، ومع الشباب والمجاهدين، فكان بيته مقرا لهؤلاء الشباب، ومأوى لهؤلاء الذين كانوا يترصدون العدو ويلاحقونه من موقع إلى تلة إلى واد، فكان واحدا من المقاومين، وكان أحد المجاهدين في سبيل الله الذي استطاع أن يكون الصوت المدوي في وجه العدو الإسرائيلي المحتل”.
بعد ذلك، أقيم مجلس عزاء حسيني.