ما يقصده الراعي واضح، هو لا يريد صدور قرار دولي عن الأمم المتحدة بشأن الأزمة اللبنانية، ولا يريد تكرار تجربة الـ1559، لأن كل هذه القرارات الدولية لم يتم تطبيقها. وهو حتماً لا يفكر بفصل سابع، ولا بمجيء الجيوش الأجنبية إلى لبنان. إنما المقصود بالمؤتمر الدولي هو عقد لقاء موسع للقوى اللبنانية، بحضور الدول الفاعلة والمؤثرة والمتدخلة والمتداخلة بالملف اللبنانية، كالولايات المتحدة الأميركية، فرنسا والاتحاد الأوروبي، الدول الخليجية والعربية، وإيران. يكون عنوان اللقاء البحث في أزمة لبنان، وفي كيفية تحييده عن الصراعات، وعدم تركه ساحة يتم استخدامها في الصراعات الدولية والإقليمية. ويمكن لأي طرح أن ينطلق من مقررات الحوار الوطني الذي عقد في العام 2006 وحصل حوله إجماع، في مسألة الحدود، السلاح، وغيرها من الملفات الأساسية، وتطبيق القرارات الدولية التي أقرت سابقاً. وهذا بحد ذاته مؤشر إلى تصاعد وتيرة خطاب البطريرك، وإعادة طرح معادلة سياسية جديدة
التقط حزب الله موقفين في كلام الراعي، وهو حماية النظام والدستور أو الطائف. وهو سيحاول البناء على هذين الموقفين لتعزيز العلاقة مع الراعي، بتركيز الحوار على حماية الدستور من دون إثارة ملف السلاح. وهذا قابل لأن يتحقق من خلال مؤتمر حوار وطني شامل. هذا جزء من الرسالة التي حملها اللواء عباس إبراهيم إلى بكركي قبل يومين، سعياً إلى نقاط مشتركة بين الطرفين. والجزء الآخر من الرسالة التي حملها إبراهيم إلى البطريرك هي بالتمني عليه عدم السماح لأي طرف من زوار بكركي بإطلاق مواقف تهاجم رئيس الجمهورية وتدعوه للإستقالة. رسالة تؤكد أن وجهة النظر السياسية اللبنانية لا تزال قاصرة جداً عن مواكبة تطورات الأزمة وأبعادها الخطيرة