بعد اللقاء، أصدر المجتمعون بيانا، شكروا فيه “البابا فرنسيس الذي يخص العراق والكنيسة الكلدانية بزيارة لها أبعادها ودلالاتها الهامة على الصعد كافة، وينوهون بدور البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو وجميع معاونيه، مثنين على جهودهم الكثيرة وما يبذلونه في سبيل التحضير لهذا الحدث الوطني والروحي الهام”.
ونوهوا “بمبدأ الحياد اللبناني كما ورد وصفه في موقف بكركي، وكما عرفته العلوم السياسية بحسب المفاهيم الموضوعية السليمة والعلمية، ليبقى وطننا محافظا على أفضل العلاقات مع دول المنطقة والمحيط والعالم، بما في ذلك من ضمانة وصيانة لأمنه السياسي والإقتصادي وصيغته الإجتماعية والطائفية الفريدة والمميزة ودوره الرائد في مشروع مد الجسور بين الشرق والغرب، وكرئة ومتنفس حر لشعوب الشرق الأوسط”. كما نوهوا “بمواقف البطريرك الراعي في اللقاء الشعبي الوطني الذي جمع الآلاف في بكركي والذي أثنى المجتمعون على طروحات سيد بكركي ودعا خلاله للقضايا الوطنية والمعيشية التي يعاني منها الشعب اللبناني”.
وأكدوا أن “التأخير في تأليف الحكومة أمر لم يعد يطاق في ظل تأزم الأوضاع الراهنة”، وحضوا “أهل القرار أن يقوموا حالا بتأليف حكومة أختصاصيين لا سياسيين، ترعى أمور الشعب المسكين مع الأخذ بعين الإعتبار حقوق الطوائف المسماة أقليات”.
وشددوا على “ضرورة تكاتف جميع اللبنانيين لمواجهة تحديات الأزمة الراهنة غير راضخين للسياسات الخارجية والأجندات الأجنبية، بل مصغين لإلهامات الضمير الذي هو صوت الله المتردد في كيان الإنسان، عسانا بتضافر القوى، نكافح تأزم الوضع السياسي والشَّلل الحكومي الواضح والغلاء الجنوني والإرتفاع العشوائي في أسعار السلع، بما فيها الطعام والدواء والمحروقات، في ظلِّ انتشار البطالة وتقهقهر القيمة الشرائية لليرة اللبنانية على نحو لم تشهده البلاد في تاريخها الحديث”.
وتخوفوا من “مأساة إفراع لبنان من شبيبته وهي الشريحة التي تضمن مستقبله”، وحذروا من “تشويه مبدأ التعددية التي نص عليها الدستور وهي صيانة حق المشاركة الفعلية في الحكم”.
وطالبوا “الدولة اللبنانية بالتحقيق الجدي والموضوعي لكشف هويَّة مرتكبي جريمة تفجير المرفأ في 4 آب 2020، والذي حول العاصمة اللبنانية اثرا بعد عين، ورفعوا “الصوت عاليا للتعويض الحقيقي عن المتضررين في أجسادهم وممتلكاتهم، كتعبير بديهيٍ عن احترام مبدأ العدالة وصيانة الحقوق المدنية”.
ورأى المجتمعون أن “ما آلت إليه أحوال البلاد والعباد والتنافر السياسي والتخاصم الحزبي والتحاصص الطائفي – الفئوي، نذير شؤم ينبئ ربما يتقسيم مناطقي أو فدرالي للبنان، بعد أن سدت أبواب الحل، وأغلقت طاقات الفرج، في ظل تعنت الطبقة الحاكمة وعقم المنظومة والتركيبة السياسية الحاضرة في أسلوب أدائها، من إيصال لبنان إلى موانئ الخلاص”.
وطالبوا “بانعقاد مؤتمر وطني شامل، يجمع جميع الشرائح والأطياف والمكونات، برعاية الأمم المتحدة، بهدف إيجاد حل للوضع اللبناني المتأزم والحفاظ على كيان وهويَّة ودستور بلد الأرز. وأشاروا إلى أن “هذا المؤتمر، ولئن عقد برعاية الأمم المتحدة، إلا أن المجتمعين يطالبون بإقامته تحت مظلة البطريركية المارونية التي كانت ولا تزل، ترفع الصوت عاليا عند اشتداد الخطر وتحاول تصويب البوصلة حين تشارف سفينة الوطن على الضياع وتخفق في الإبحار نحو الهدف الصحيح المنشود. لقد أكد قداسة البابا فرنسيس على دور لبنان الرائد وضرورة الحفاظ على هويتة وخصوصيته، وإن المجتمعين لا يتوقعون حل المشاكل الراهنة دون مبادارت دولية منزهة عن الفئوية والمصالح الضيقة والأجندات المبطَّنة الخبيثة من شأنها أن تتجلى في مؤتمر دولي، يعالج مسألة وطننا على غرار ما حصل عام 1848 في مؤتمر فيينا (اعتماد نظام القائممقاميتين) وعام 1861 في مؤتمر بيروت (اعتماد نظام المتصرفية) وسنة 1919 (مؤتمر الصلح في باريس الذي عالج مبدأ قيام لبنان بحدوده الحالية) ومؤتمر الرياض والقاهرة الذي درس شأن ارسال قوات الردع إلى لبنان (سنة 1976) ومؤتمر جنيف سنة 1983، لمحاولة حل الأزمة اللبنانية، ناهيك عن مؤتمر لوزان سنة 1984 واتفاق الطائف عام 1989”.
وختموا آملين أن “يكون زمن الصوم مناسبة للتمييز والعودة إلى الذات والله والقريب”، سائلين “الله أن يبعد عن المسكونة قاطبة وعن لبنان الحبيب وباء الكورونا الفتاك”، راجين أن “يكون الفصح المرتقب بشير أمل وفرج ينهض فيه الوطن من كبوته، لا بل من موته بقوة الذي انتصر على سلطان الظلام وقام من اللحد منتصرا غالبا”.