ولئن كان منسوب التباينات في المقاربة السياسية قد ارتفع، غير أنّ «التيار» يميل في الآونة الأخيرة نحو تجميل هذه الحقيقة والتخفيف من وطأتها، عبر الاجتهاد في تفسير طروح الكنيسة حول الحكومة والحياد والتدويل، وصولاً الى إيجاد تقاطعات مع الراعي بدل الافتراق عنه.
يدرك «التيار» ان لا فرَص واقعية أمام التدويل والحياد لأسباب داخلية وخارجية معقدة ومتشابكة، ولذلك لا يجد مبرراً ليتحمّل هو مسؤولية الدفع نحو إسقاطهما بالمباشر ما دام انّ الظروف المحلية والدولية ستتكفّل بذلك.
وعليه، يسعى «التيار» الى التنقل بحذر وروية بين سطور خطاب بكركي في هذه المرحلة، فلا يؤيّده كاملاً ولا يرفضه كاملاً، بل يتعامل معه بالمفرّق وعلى القطعة، مسلّطاً الاضواء على القواسم المشتركة وتاركاً المواد الخلافية للنقاش في الظل”.