التحول الكبير في الوجدان المسيحي: القطيعة مع حزب الله

4 مارس 2021

كتب منير الربيع في “المدن”: إنه التحول الكبير في المزاج المسيحي. هي لحظة كسر التحالف مع حزب الله، كنسياً وشعبياً، بغض النظر عن موقف التيار العوني ورئيس الجمهورية المستمر في تعزيز هذا التحالف.
مقومات العلاقة التي بنيت سابقاً، على عناوين متعددة تبددت. منذ 17 تشرين إلى اليوم، كان التغير واضحاً في التوجه المسيحي. فالمسيحيون حمّلوا بغالبيتهم مسؤولية الانهيار الحاصل لحزب الله. حتى مسؤولون في التيار العوني، يتجرأون على اتهام الحزب إياه بأنه مسبب الانهيار.
ولحظة القطيعة الوجدانية كانت مع انفجار مرفأ بيروت، واجتياح وجدان المسيحيين فكرة أن حزب الله هو من يتحمل المسؤولية. خسارة المرفأ والمنطقة المسيحية التراثية في وسط بيروت، شكلت عنواناً فارقاً في علاقة المسيحيين السياسية بحزب الله، بعد فروق ثقافية كثيرة، تم تجاوزها في خضم خوض حزب الله الحرب السورية، والدعايات التي أطلقها حينها، بأنه يوفر الحماية للمسيحيين، ولولا قتاله التكفيريين لكانت داعش في جونيه.
لم يكن تفصيلاً أن تخرج تظاهرات في الذوق وجل الديب، ترفع الصوت عالياً بأنها تريد فك التحالف مع حزب الله، أو إسقاط تفاهم مار مخايل.
إنها الموجة المسيحية التي ستكون واسعة المدى، ليس بالضرورة على الأرض ومن خلال التحركات والتظاهرات، إنما وجدانياً واجتماعياً داخل المجتمع المسيحي. موجة تتجمع في فكرة أساسية: العودة إلى منطق الدولة، بدلاً من الغرق في نظرية تحالف السلطة أو القوى المتسلطة. فنظرية تحالف القوى السلطوية، على الرغم من وجود طرف مسيحي قوي فيها، كانت نكبة على المسيحيين، الذين طالما تغنّوا بأنهم رعاة الدولة وبناتها وحماتها.