تشتد الازمة الاقتصادية على اللبناني، فيشتد بدوره، اصرارا على البقاء والاستمرار،
قد تكون الاستمرارية صعبة في ظل تراكم الصعاب والضربات التي يتلقاها اللبناني من كل حدب وصوب، بدءا من الكورونا ، فالدولار المحلّق، وجنون الاسعار، فضلا عن مشكلات كثيرة سئمنا تعدادها، تبدأ بالطبابة ولا تنتهي عند التعليم.
في ظل كل هذه السوداوية، يعرف اللبناني كيف يبتكر الحلول، وان كانت صغيرة وضيقة، فانه وبالفطرة يميل الى الأمل لا التشاؤم، وهذا ما جعله يستطيع التكيّف والبقاء، حتى لو انتقد البعض مفهوم التكيّف.
وعملا بما اورده الشاعر: ” قال السماء كئيبة وتجهم….قلت ابتسم يكفي التجهم في السما”،
اقدمت بلدية كفرعقا على خطوة تحاول من خلالها ابتكار بعض الايجابية، وتأمين مساعدة ولو محدوة لمن هو بحاجة لها،
اذ وتحت عنوان “قطعة منك بتدفي قلب”، وقعت بلدية كفرعقا إتفاقية تعاون مع جمعية “بنين الخيرية” تتعلق بوضع 4 حاويات خاصة في كفرعقا، تمكن اهالي البلدة من التخلص من ثيابهم القديمة التي يريدون رميها، لتقوم الجمعية بجمع هذه الثياب وفرزها وتوزيع الصالح منها على المحتاجين، وإعادة تدوير غير صالحة منها للاستعمال.
وفي اتصال مع “لبنان 24” أكد رئيس بلدية كفرعقا المحامي الياس ساسين، انه “أمام الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تمر بها البلاد، لا يمكن للبلدية ان تبقى مكتوفة اليدين، حتى لو كانت امكانياتنا قليلة يمكنا التحرك بشكل او باخر، وهذا ما فعلناه بالشراكة مع جمعية ( بنين الخيرية).
فالمطلوب اليوم من كل ابناء البلدة الذين لديهم ثياب يريدون التخلص منها، التعاون مع هذا المشروع بهدف محاولة زرع الفرحة والابتسامة عند بعض العائلات التي قد تكون بحاجة لهذه الملابس، وهذا الامر ليس غريبا عن ابناء كفرعقا المعروفين بكرمهم كسائر اللبنانيين”.
ويضيف ساسين “البلدية مستعدة اليوم ان تسير بأي مشروع قادران يخفف من اوجاع الناس، حتى لو بنسبة قليلة، فالوقت الحالي هو للمبادرات الفردية و( فلس الارملة)”.
و في سياق آخر أشار الى ان البلدية ” تسعى لتعزيز مشروع الفرز من المصدر، الذي تقوم به بالتعاون مع بلدية كفرحزير، أما واقع كورونا في كفرعقا فهو مقبول الى حد ما، اذ تشهد البادة اليوم حوالي 15 اصابة لا غير”.