الحريري يهاجم ‘حزب الله’..فهل يرد الحزب؟

5 مارس 2021
الحريري يهاجم ‘حزب الله’..فهل يرد الحزب؟

في اطار رد الحريري امس على صحيفة “الاخبار”، بعد نشرها معلومات مرتبطة بتشكيل الحكومة وتنازل الرئيس ميشال عون عن الثلث المعطل، ادخل الحريري “حزب الله” في بيانه من خارج السياق، معتبرا ان الحزب ينتظر تعليماته من ايران.

في الواقع فإن الحريري لم يهاجم الحزب بعيدا عن التطورات السياسية، بل لانه بدأ يرى في الايام الاخيرة ان الحزب يصطف بشكل كامل الى جانب الرئيس عون ولن يقوم بأي عملية ضغط عليه.

بل اكثر من ذلك، يعتقد الحريري انه منذ مبادرة الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله تبدّل موقف الحزب من الحريري، وبات اكثر وضوحاً انه يحمّل بيت الوسط مسؤولية عدم التشكيل.

لعل تجاوب التيار الوطني الحر بشكل صريح مع مبادرة نصرالله بدل اصطفاف الحزب من الوسط، بين الحريري وعون، الى جانب عون بشكل كامل، وهذا ما يبدل كثيرا في الواقع السياسي.

وتعتقد مصادر مطلعة ان هذا الاصطفاف الجديد للحزب احرج الحريري، حتى ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اعلن عدم تمسكه بحكومة من ١٨ وزيراَ، وهذا قد ينطبق على الرئيس نبيه بري.

وما زاد الطين بلة، هو الموقف العلني والحاد لنائب لامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، الذي طرح معادلات مرتبطة بعلاقة الحريري والسعودية موحيا بأن الحزب والحريري متفقان على ان ارضاء السعودية مستحيل، هذا الامر قد يكون المحرك الاساسي للحريري لمهاجمة الحزب.

وتعتقد المصادر ان هجوم الحريري على “حزب الله” لن يؤدي الى اي ردود فعل من قبل “حزب الله”، اذ ان الحزب لن يذهب الى التصعيد السياسي في هذه المرحلة.

لكن المصادر تؤكد ان بيان الحريري كان مؤشرا واضحا على وضعية المفاوضات الحكومية وان لا تقدم فعليا في التشكيل وان الامور مؤجلة..

وتلفت المصادر الى ان التركيز على عبارة واحدة في بيان الحريري يهدف بشكل واضح الى التعتيم على ما اورده الحريري من حجج مرتبطة بشكل او بآخر بمناورة التيار الوطني الحر السياسية.

وتقول المصادر ان التيار، يخوض معركة تسريبات واضحة في الاعلام، وهو الذي يحاول تضخيم الخلاف بين الحريري و”حزب الله” لتظهير العرقلة في مكان مختلف، وهذا ما بدأ من تسريب موافقة الرئيس عون على حكومة من ١٨ ولن ينتهي عند تسعير الخلاف بين الضاحية وبيت الوسط..

وتشير المصادر الى ان المرحلة المقبلة ستشهد رمي الكثير من القنابل الدخانية في الاعلام، لان جميع الاطراف من دون استثناء، وفي ظل الانفجار الشعبي، لم يعد بمقدورهم تحمل مسؤولية عدم تشكيل الحكومة امام الرأي العام.