وقال: “يجب أن نفهم أن في الوطن العربي مناطق ساخنة تستحوذ على اهتمام الدول العربية لمعالجتها بالقدرة المتاحة، وهذا لا يعني أن لبنان لم يلق اهتماما ملحوظا”.
ووصف لقاءه مع نظيره المصري على هامش الاجتماع في القاهرة ب”المهم”. وقال: “مصر مهتمة كثيرا بمساعدة لبنان للخروج من أزمته الداخلية، ولا سيما على صعيد التعثر في تأليف الحكومة، وهذا الأمر وضعت حيثياته بين يدي فخامة الرئيس عند عودتي من القاهرة. مصر هي الشقيق الكبير للبنان الذي يعول على جهودها، ولكن طبعا لن تكون هناك مبادرة خارج المبادرة الفرنسية بل دعما لها لتحقيق أهدافها، وأظن أنه سيكون هناك تنسيق مصري – فرنسي لوضع أسس الخروج من الأزمة في لبنان، تؤدي الى مصلحة الشعب اللبناني والاستقرار وعدم ترك لبنان لمصير مجهول لا تحمد عقباه”.
وشدد على أن “المطلوب منا بصفتنا مسؤولين لبنانيين، عدم الاعتماد على الخارج للحل الداخلي، بل علينا العمل داخليا والخارج سيساعدنا بمقدار ما نحن نعمل في هذا الاتجاه”.
ووجه ملاحظة وعتبا على بعض وسائل التواصل الذي يسيء اليه متهما إياه بعدم اتخاذ موقف مما نقلته أخيرا قناة “العالم” عن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بما يسيء اليه. وقال: “غير صحيح أنني لم يتحرك في هذا الاتجاه، إذ فور عودتي من القاهرة، طلبت تزويدي تفاصيل ما نشر في قناة العالم، واتصلت بالسفير اللبناني في طهران والذي أطلعني عما صدر عن الحكومة الإيرانية من اعتذار وإدانة لما نشر”.
وأعلن أنه استدعى السفير الايراني الذي سيجتمع به بعد غد الاثنين في وزارة الخارجية، “وسيكون الكلام بصراحة وصدق، انطلاقا من الصداقة القائمة بين الجانبين”. ولفت الى أن “الاعتذار من الجانب الإيراني وصل لغبطة البطريرك، وأنا سأحضر قداس بكركي غدا وسأستمع الى كل توجيهاته، وأتمنى ان تكون الأمور قيد الحل أو بالأحرى حلت حاليا”.
وردا على سؤال عن الرسالة التي تلقاها من نظيره الكندي خلال لقائه السفيرة الكندية في لبنان، أشار وهبه الى أن “العامل الإنساني الذي يربطنا بكندا هو العامل الاغترابي، بحيث هناك ما يقارب نصف مليون لبناني في كندا، ولهذا البلد مواقف مهمة في حقوق الانسان تتعلق بالمساعدات التنموية للقوى الأكثر فقرا، وكندا كانت تعتبر لبنان سابقا من الدول ذات الدخل المتوسط، أما الآن فبات الوضع اللبناني أصعب، مما دفعني الى لفت النظر إلى ذلك ونقل واقع الوضع اللبناني والدعم الإنساني اكثر”. وأعلن أنه سيتصل بنظيره الكندي في 25 الحالي للبحث في آليات المساعدة المطلوبة للبنان. لدينا بلد صديق هي كندا ويجب المحافظة على هذه الصداقة”.
وفي سؤال عن الالتفاتة الاغترابية للوطن وهل من خيبة يسجلها الاغتراب تجاه الواقع اللبناني أجاب: “الثقة اهتزت بين المغتربين والقطاع المصرفي اللبناني، بحيث حجزت أموالهم وأصيبوا بصدمة جراء ذلك، وردات فعل المغتربين نلمسها من خلال سفاراتنا في الخارج. هم يعبرون عن وجع كبير، ولكن على الرغم من ذلك يعبر المغتربون كل يوم عن استعدادهم لمساعدة أهلهم في لبنان من خلال المساعدات الإنسانية التي يقدمونها جراء انفجار بيروت أو أزمة كورونا”.
وعن شكوى لبنان في موضوع الاعتداء الإسرائيلي الأخير على الشاطىء اللبناني، أشار الى أن “لبنان أبلغ الأمم المتحدة الضرر البيئي الكبير الذي لحق به ووثقناها بكتاب اليها. وطلبنا منها ثلاثة أمور، أولا تقديم مؤازرة فنية وتقنية لمعالحة التلوث البيئي، وثانيا تحديد حجم التلوث في المياه، وثالثا تحديد سبب هذا التلوث ومصدره. وبحسب معطياتنا، المصدر من مياه الأراضي الفلسطينية المحتلة والعدو يقول إنه يتحرى لمعرفة مصدر التسرب ونحن نحمل اسرائيل المسؤولية، ولكن لا يكفي ذلك، نريد ان يصدر مجلس الأمن قرارا عن قناعة علمية بهذا الأمر. ويبقى الأهم تعويض لبنان بالقول والفعل”.
وعلق وزير الخارجية على “أهمية الزيارة التاريخية لقداسة البابا للعراق والتي ستثبت التنوع الديني في هذا الشرق وسترسخ التعايش فيه”.