أضاف: “إن روسيا دولة عظمى ومؤثرة وفاعلة في المنطقة. وبالتالي، موقفها له أبعد تأثير على الذي يحصل في العالم، وليس فقط في لبنان. كما أنها دولة صديقة للبنان ويهمها استقراره، وهي على علاقة جيدة مع الكثير من الأطراف السياسية في الداخل، وعلى علاقة مميزة، أكاد أن أقول، مع الرئيس سعد الحريري”.
وأشار إلى أن “اللقاء الذي حصل في أبو ظبي كان مهما وناجحا بكل المقاييس والمعايير، عرض فيه الرئيس سعد الحريري واقع البلد السياسي والحكومي والاقتصادي والصحي، وكذلك العقبات التي تواجه تأليف الحكومة. وكذلك، تطرق اللقاء إلى البحث في الوضعين السوري والإقليمي”.
وأوضح أن “بيان الخارجية الروسية عن اللقاء تضمن 4 نقاط لافتة: النقطة الأولى أن البيان أشار إلى أن وزير الخارجية الروسي التقى رئيس حكومة لبنان، وليس رئيس الحكومة المكلف، وهذا يؤشر إلى قناعة الروس بأن سعد الحريري يكاد يكون الوحيد الذي يستطيع بهذا الظرف أن يترأس حكومة في لبنان، نظرا إلى العلاقات والقدرات التي يملكها، والتي من الممكن أن يوظفها لمصلحة البلد”، وقال: “النقطة الثانية، ذكر بيان الخارجية الروسية أن الرئيس الحريري تم تكليفه بناء على استشارات نيابية ملزمة والإشارة إلى هذا الأمر بالذات في الوقت الذي نسمع فيه فتاوى بسحب التكليف من رئيس الحكومة المكلف، والنقطة الثالثة هي أنه للمرة الأولى يصدر بيان عن الخارجية يشير إلى تشكيل حكومة مهمة قادرة من التكنوقراط لأنه سبق أن قال وزير الخارجية الروسي قبل تكليف الحريري عن تشكيل حكومة سياسية في البلد، واليوم يقول حكومة تكنوقراط. وبالتالي، هذا الموقف الروسي الواضح بناء على قناعة تكونت من بعد نقاشات حصلت مع الحريري وأفرقاء سياسيين بأن المرحلة هي مرحلة حكومة اختصاصيين لا حزبيين لإنقاذ البلد. لقد أعطى الروس بثقلهم وموقعهم دعما قويا لهكذا نوع من الحكومات التي تستطيع استعادة ثقة الخارج فينا وثقة الداخل في البلد”.
أضاف: “أما النقطة الرابعة في البيان فتشير إلى أن الحكومة ستكون مدعومة من قوى سياسية رئيسية، والإشارة إلى هذا الموضوع لافت لأنه يتم الحديث عن أن هناك قوى سياسية لن تعطي الثقة للحكومة كالتيار الوطني الحر والقوات وغيرهما، وهذه كلها إشارة من روسيا إلى أن الحكومة يجب أن تتشكل بكل الأحوال”.
وأكد أن “الرئيس المكلف يمكن أن يتوجه إلى بعبدا، في حال حصول أي جديد”، لافتا إلى “أن الاجتماع الأخير الذي حصل بينه ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون ناقش التشكيلة الحكومية، وقال الحريري لعون: إذا كانت لديك ملاحظات على أسماء أو حقائب، فأنا جاهز حتى أناقش الموضوع. ورد عون بالقول إنه يريد حكومة بثلث معطل 6 هو يسميهم، وواحد للطاشناق، وانتهى الاجتماع. وما زالت الأمور متوقفة هنا”.