من ثلاثين سنة لليوم ما شبعتوا دم؟ دمار وقتل؟ ما شبعتوا تفجير؟ تهجير؟
ما شبعتوا من ثقافة لبس الأسود والتوابيت البيض؟
فسادكن وارتهانكن للخارج، عمالتكن للدّول وصّلونا لهل جحيم.
من بعد أسبوع بقلب شوارع بيروت، فوق وجع أهالي شهداء فوج الإطفاء، شفنا وجع بيروت بأكملها، بيروت يللي ما تفجّرت بس بالحجر، تفجّر فيها قلوب وكرامة الشعب وأهمّا الضمير.
نحن بهل أسبوع يللي مرق، لملمنا وجع النّاس أشلاء من زوايا بيروت الحزينة متل ما لميّنا أخوتنا من مرفأ بيروت.
قرفنا من الحكي الفاضي وشبعنا من وعود كاذبة، صبرنا عليكن حتى توصلونا للحقيقة بس ضمائركن الغافية المرتشية ع حساب مصالحكن الشخصية ما تركت ابن من شرّكن، ما خلّت أم تفرح بولدها ما تركت خيّ وسند، ما تركت عيلة كاملة. نحن الجحيم يللي رح يضل ملاحقكن. نحن الموجوعين يللي رح ناخذ تارنا منكن.
هل مرّة غير كل مرّة، هل مرّة صواتنا رخ توصّلكن تتمنّوا الموت وما تلاقوا.
من 4 آب لليوم ما تعبنا ندقّ بواب كل مسؤول بملف تحقيق انفجار المرفأ، بس في حال ضلّينا ندقّ الباب وما نسمع الجواب، باب القضاء يلّلي هوّي لحدّ هلّق الرّهان الوحيد بهل الدّولة، رح ينكسر. والجدار الفاصل الوحيد يللي بيناتنا، رح يسقط وتصير المواجهة مباشرة. وهون على القضاء أخذ القرار بطريقة المواجهة. وساعتها التصعيد رح يكون غير مكفول.
نحن اليوم قدام مقرّ الأمم المتّحدّة، لأنو بنظرنا هيدا المحل الوحيد يللي ممكن يوصّل وجعنا للعالم كلّو، وجايين نخبركن الحكّام بلبنان كيف بيتعاطو مع القضاء:
– بعدم إمتثال أمام القضاء.
– بتدخّلات سياسيّة بالقضاء اللّبناني.
– بحصانات تحت نصوص دستوريّة.
– بالاحتماء بصلات القرابة بين السياسيين والقضاة والعسكر
– بتهديد كل صوت حرّ بيطالب بالحقيقة.
ومن عبر هل منبر بدنا نرجع نعيد ونطالب بصور الأقمار الاصطناعيّة، وعدم تسليمها هو تأكيد إنو اللي صار عمل ارهابي بمثابة جريمة ضد الانسانية.
أوعى حدا يجرّب يراهن على صمودنا. ما رح نستسلم. رح نضل وراكن وندق بوابكن لحتّى تحقيق العدالة. والساكت عن الحق شيطان أخرس
دم أخواتنا أغلى من كل المناصب والحصانات، دموع أماتنا أغلى من الكراسي والسياسة، لآخر نفس ولنرجع نلتقى حقكن يا أخواتي أمانة برقبتنا.
وسَيُسْقى كلّ ساقٍ بما ساقَه”.