اعتذار عوني لا يغير في الموقف السعودي شيئا

15 مارس 2021
اعتذار عوني لا يغير في الموقف السعودي شيئا

كتب منير الربيع في” المدن”: ضجت الأخبار والتسريبات قبل أيام، عن لقاء عقد بين السفير السعودي وليد البخاري، وأحد الموفدين من رئيس الجمهورية. وتؤكد المعلومات أن اللقاء حصل بناء على طلب من القصر الجمهوري، فوافق السفير السعودي على تحديد الموعد. وكان مستمعا لما قاله الضيف، الذي قدّم اعتذاراً عن بعض ما ورد في القناة التلفزيونية المحسوبة على رئيس الجمهورية. يتضمن الاعتذار تنصلاً من الموقف، وإشارة إلى الحرص على العلاقة الجيدة مع السعودية.
وتلقى السفير السعودي اتصالات متعددة من مسؤولين في التيار العوني، فعبروا عن اعتذارهم وعن أن كلام المحطة لا يمثلهم. وحُمِّل اللقاء تفسيرات كثيرة، واعتبر محاولة سياسية جديدة. ولكن المعلومات تؤكد أن الزيارة تخلو من أي بعد سياسي. ولا يمكن السعودية أن تقبل بمثل هذا الشكل، أو الأسلوب الذي انقضى عليه الدهر، وخصوصاً ممارسة سياسية المواقف الموزدوجة، أو لعب قوى لبنانية على حبال متعددة. أما الاعتذارات فلن تؤدي إلى تغيير المواقف، التي يرتبط تغييرها بموواقف سياسية إجرائية.
فلا يمكن للسعودية أن توافق على مثل الألعاب الازدواجية، والركون إلى شخص يزور معتذراً ومحاولاً التقرب والتودد، فيما يستمر آخر في الهجوم، ونبذ كل ما له علاقة بالعرب. ويستمر في البحث عن مواقف متناقضة ليكسب حزب الله ويرضي المجتمعين الدولي والعربي في الوقت نفسه. فسياسة الأوجه المتعددة هذه مرفوضة.

في المقابل، هناك أسئلة كثيرة طرحت حول اللقاء الذي عقده البخاري مع أحد المقربين من رئيس الجمهورية. فعلى الرغم من أن السعودية تبدي انفتاحها على الجميع، وحتى لو كانت الزيارة بهدف تصحيح الموقف، فأن التوقيت كان لافتاً. ولا شك في أن هذا اللقاء ينطوي على رسائل مراد توجيهها إلى الحريري، الذي لم يلتق البخاري حتى الآن.
وجاء اللقاء بعد سلسلة خطوات قام بها البخاري نحو سمير جعجع والمرجعيات الروحية والدينية. وهذه مسألة مفهومة. وحتى زيارات شخصيات سنية تتعارض مع الحريري إن حصلت، قد تكون مفهومة أيضاً.
الأسئلة كثيرة، لكن الجواب واضح حسب مصادر متابعة: لا داعي للإكثار من التفسير والتحليل، فلا شيء يتغير.
وصحيح أن هناك إعتراضاً سعودياً على سياسة الحريري يتعلق بتقديمه التنازلات منذ سنوات. لكنه للمرّة الأولى يصر على موقف لا يبدو أنه سيتراجع عنه. لذا لا بد من المراكمة على هذا الموقف.
وحتى لو كانت خطوة استقبال مقرب من رئيس الجمهورية، تهدف إلى إيصال رسائل قاسية إلى الحريري، لكن هذا يظل بلا نتيجة، طالما أن رئيس الجمهورية يعيش عزلة مسيحية لا إسلامية فقط. والسعودية تعلم ذلك. وتعلم أن غاية الزيارة هي إدخالها في بازار الانقسام اللبناني اليومي. فالسعودية لا تعيرها أي اهتمام. وهذا الأسلوب غير قابل للصرف، لا سياسياً ولا حكومياً، ولا حتى مالياً.