زيارة موسكو لبحث مسألة بقاء ‘حزب الله’ في سوريا؟

17 مارس 2021
زيارة موسكو لبحث مسألة بقاء ‘حزب الله’ في سوريا؟

كتب نجم الهاشم في “نداء الوطن“: لو كان الروس يريدون التحدّث مع “حزب الله” في موضوع الحكومة اللبنانية فقط لكانت أنيطت هذه المهمة بالسفير الجديد في بيروت. لم يتعاطَ “الحزب” باحتفالية ظاهرة مع هذه الزيارة ولم يعتبر أنّها تتويج لانتصار محور الممانعة. ثمّة ترتيبات تُجريها روسيا للوضع السوري قد لا تكون تتّفق مع ما يريده “حزب الله”. هذا الأخير لم يوافق مثلاً على تسليم رفات الجندي الإسرائيلي زخاريا باومل إلى إسرائيل في نيسان 2019 عن طريق موسكو وباحتفالية منظّمة ولم يتمّ أخذ رأيه أساساً. وهذا الأمر ما كان يمكن أن يحصل لولا موافقة النظام وبشار الأسد. ولا تمّ الوقوف على خاطره عندما أعادت موسكو دبابة إسرائيلية كانت حصلت عليها من دمشق، ولا توقّفت عند رفضه البحث عن جثّة الجاسوس إيلي كوهين بعدما أرسلت ساعة يده في نيسان 2020 إلى عائلته.

 

وهي في ظلّ سياستها المرسومة للنظام الجديد في سوريا لن تتردّد في عدم الوقوف عند ما يقبل به “حزب الله” وطهران أو لا يقبلان. ذلك أن الروس عندما تدخّلوا في سوريا كانوا قد أعدّوا ما سمي “الدستور الروسي لسوريا” الذي يحدّد تقسيم البلاد إلى نظام مقاطعات فدرالي، يكون فيه حكم مركزي صوري وحكم محلي في المقاطعات ومجلس نواب وحكومة مركزية، ولكن مع مجالس مقاطعات وحكومات مقاطعات بحيث لا يمكن أن تقرّر الحكومة المركزية ما لا يمكن أن توافق عليه الحكومة المحلية. وقد سجّل النظام اعتراضات كثيرة على هذا الدستور وهذه الإعتراضات هي التي كانت لا تزال تعيق وتؤخّر اعتماد الحل السياسي، الذي يجب أن يبدأ بمرحلة انتقالية تتركز فيها السلطة بيد حكومة انتقالية تأخذ الكثير من صلاحيات الرئيس، وبذلك لا يعود مهماً كثيراً بقاء الأسد في قصر المهاجرين أم لا. الترتيبات الإنتقالية قد تستدعي بحث مسألة بقاء “حزب الله” في سوريا.

 

هذا البحث يمكن أن يكون وجود رعد على رأس الوفد لتغطيته لأن القرار فيه يعود للأمين العام السيد حسن نصرالله وللمرجعية في إيران. وهو لا يستوجب بقاء الوفد ثلاثة أيام في موسم الصقيع الروسي والمطر. فالتدخل الروسي يبقى أفعل وأشمل في سوريا ولكن ضمن حدود أيضاً. فعلى رغم وجود القواعد العسكرية الروسية ورعاية تشكيل وحدات من الجيش السوري، والإنتشار في أكثر من منطقة على الأرض والتحكم بمسار العمليات العسكرية، إلا أنّ موسكو تبقى عاجزة عن إنجاز أيّ تقدّم في طريق الحل السياسي وإعادة إعمار سوريا من دون الموافقة الأميركية. ومن دون وجود عسكري في لبنان لا تمتلك موسكو القدرة على التغيير والتأثير ويبقى دورها في حدود نسج العلاقات لا رسم الحلول.