وقائع ما قبل اجتماع بعبدا.. مغلف ‘مفخخ’ لهذا السبب شعر الحريري بالإهانة

23 مارس 2021
وقائع ما قبل اجتماع بعبدا.. مغلف ‘مفخخ’ لهذا السبب شعر الحريري بالإهانة

كتبت ميسم رزق في “الاخبار”: “ما جرى في الساعات الماضية عقّد الأمور أكثر فأكثر. ولعلّ ما عزّز تعقيدها، على حد قول مقربين من الرئيس المكلف سعد الحريري، هو تقصّد بعبدا «الاستخفاف» بالرئيس المكلّف. عون لا يُريد الأخير. والوزير جبران باسيل أيضاً لا يُريده. هذه حقيقة تعلَمها كل القوى السياسية، وإن لم تُحكَ بصراحة. لكن عون يُريد للحريري أن يفهم ذلِك، فيُعبّر بالأفعال، يقول المقرّبون من الحريري. قبلَ اللقاء، أرسل رئيس الجمهورية إلى «بيت الوسط» ظرفاً وزّع فيه الحقائب على الطوائف، على أن يُصار إلى التفاهم بشأن الأسماء لاحقاً، مُخاطباً إياه بـ«رئيس الحكومة السابق».

شعرَ الحريري بالإهانة، لكنّه لم يتصرّف وفقَ ما توقّع عون. قطع على رئيس الجمهورية طريقاً لاتهامه بالتعطيل، ظنّاً منه أن تصرّفاً كهذا سيُنتِج ردّ فعل انفعالياً عند الحريري يمنعه من الالتزام بالموعد، فيقال إن عون انتظره ولم يأتِ، لكن الحريري خالفَ التوقعات، على حد وصف مقرّبين منه.
نتيجة اللقاء كانَت سلبية جدّاً، وعكسها تصريح الرئيس المكلّف. يُمكِن القول إن أكثر المستائين من هذا التطور هو حزب الله. فهو يُدفَع غصباً عنه إلى اشتباك لا يريده. كل الفترة السابقة، جرّب الحزب «التوفيق» بين الرئيسين، لكي لا يكون مضطراً إلى الوقوف إلى جانب أحدهما ضد الآخر. وهو بالفعل لا يُريد ذلِك، لأنه أولاً يعتبِر أن لكليهِما هواجس مقبولة أو مطالِب مبالغاً فيها، ولا بدّ من التنازل من أجل مصلحة البلد. وثانياً، تجنّباً لأيّ توتّر طائفي أو مذهبي في هذا الظرف الحساس.

أخيراً، ومن ضمن المداولات الحكومية، عادَ حزب الله إلى الدخول مباشرة على خطّ الأزمة. على عكس ما قيلَ عن لقاء جمعَ الرئيس المكلف بالخليليْن، جرى لقاء ثنائي بينَ الحريري والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل بشكل منفرد، بعدَ خطاب السيد حسن نصر الله الأخير.

كانَ الحريري مُنزعجاً جداً من الجوّ الذي تلى لقاءه ما قبل الأخير بعون، وتحديداً حديث السيد نصر الله، ثم زيارة رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط لبعبدا. كالعادة، عاشَ الحريري فكرة المؤامرة بتوحّد الجميع في جبهة ضده.

وكتبت “نداء الوطن”: مصادر سياسية، رأت أنّ باسيل دشّن “أمر العمليات” هذا بإرسال “مسيّرة” ليل الأحد إلى بيت الوسط، حملت “مغلفاً مفخخاً، إيذاناً بتنفيذ انقلاب حكومي موصوف، تكليفاً وتأليفاً” عصر الأمس.

وكشفت المصادر أن “المغلّف” العوني هدف بالدرجة الأولى إلى استفزاز الحريري ودفعه إلى العدول عن زيارة قصر بعبدا الاثنين، ففي الشكل تم إرساله “بالبريد الرئاسي” وليس عبر موفد رئاسي ولا وسيط حكومي، وهو مذيّل بتوقيع رئيس الجمهورية تحت عنوان يتقصّد “تحقير” الرئيس المكلف عبر مخاطبته بـ”حضرة رئيس الوزراء السابق” مجرداً إياه من لقب “دولة رئيس الحكومة المكلف”، أما في المضمون فجاء “النموذج” الذي أرسله عون لتشكيلة الحكومة “ليمعن في إهانة الرئيس المكلف أكثر” لا سيما وأنه حمل طابعاً “إملائياً” توجه من خلاله عون إلى الحريري بالقول: “نموذج من المستحسن تعبئته”!”.