الحريري ‘يكسر الجرّة’ مع عون.. وبعبدا ترد ‘آخد الدواء الكي’

23 مارس 2021
الحريري ‘يكسر الجرّة’ مع عون.. وبعبدا ترد ‘آخد الدواء الكي’

كتبت غادة حلاوي في ” نداء الوطن“: قد تمثل خطوة عون سابقة على مستوى العلاقات الرئاسية وتحمل على طرح علامات استفهام عن الهدف من ارسالها، فيما كان يمكن ان تكون موضع نقاش خلال لقاء محدد سابقاً مع الرئيس المكلف، وهو ما اطلق العنان للحديث عن خلفيات مرتبطة بنية احراج الحريري لالغاء الزيارة وتصويره امام الرأي العام على انه المتخلف عن البحث في الحكومة، لكن يبدو أن ورقة عون اعطت مفعولاً معاكساً بحيث تحول الموضوع من ناحية الحريري الى معركة صلاحيات الرئاسة الثالثة وخرجت اصوات تهنئه على مضيه في خوضها.

 

ولم تكن ورقة عون الوحيدة التي ازعجت الحريري، ازعجته قبلها زيارة رئيس “الحزب الاشتراكي” وليد جنبلاط الى بعبدا التي اعتبرها انقلاباً على مواقفه السابقة. ما فرض زيارة توضيح على وجه السرعة للنائب وائل ابو فاعور لنقل نقاط البحث مع رئيس الجمهورية ومن بينها اعلان حكومة من 24 وزيراً بينها ستة وزراء دولة سياسيين لتكون حكومة تكنوسياسية. يمكن اعتبار ان الحريري قلب الطاولة بوجه الجميع بالامس وليس بوجه عون فحسب، حيث شعر ان الغالبية بدأت تميل نحو حكومة تزيد على 18 وزيراً وتدعوه الى التسوية على هذا الاساس، والا فتعويم حكومة حسان دياب التي يميل اليها الجميع في قوى 8 آذار تقريباً.

 

ونقلت مصادر متابعة ان الحريري حضر الى بعبدا غاضباً، معتبراً انه كرئيس مكلف لا يمكن لأي طرف التدخل في صلاحياته وان رئيس الجمهورية يصدر التشكيلة ولا يشكل، وهذه نقطة الخلاف الاساسية بين الرئيس المكلف وعون.

 

وتؤكد مصادر بعبدا أن رئيس الجمهورية “لن يتساهل في المسائل الدستورية والصلاحيات ولا في حقوق المسيحيين، لا سيما بعد الغبن الذي لحق بهم نتيجة تطبيق الطائف”. ونفت مصادر بعبدا ان يكون المقصود استفزاز الحريري وبررتها بالقول: “آخر الدواء الكي. بعد 17 زيارة للرئيس المكلف، في كل مرة كان يقدم تشكيلة مختلفة عن الثانية ولم يسأل عمن شكلها”. واعتبرت ان “الحريري دان نفسه بنفسه عندما اعلن تشكيلة اعدها من دون رأي رئيس الجمهورية وقد ارتكب سابقة بأن اعلنها وهي لا تزال قيد النقاش”. وعما اذا كان الهدف دفع الحريري نحو الاعتذار، أعادت المصادر تأكيد الرئاسة الاولى على “التزام الدستور لناحية صلاحية الرئيس المكلف، كما ورد في البيان اليوم وأمس وغداً وعلى تشكيل حكومة برئاسة الحريري ولكن المطلوب فقط احترام الدستور والميثاق”، وقالت: “ليس في نية احد دفعه للاعتذار، هو وحده يريد ان يلغي دور رئيس الجمهورية وتهميش المسيحيين بسلوكه”.