هل يتدارك لبنان ‘الطوفان’… قبل فوات الأوان؟

24 مارس 2021آخر تحديث :
هل يتدارك لبنان ‘الطوفان’… قبل فوات الأوان؟

بدت الإحاطةَ العربية – الدولية، التي ارتسمت ملامحها سريعاً بعيد اللقاء العاصف بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، أول من أمس، في نظر أوساط سياسية بمثابة عنصرٍ يمكن أقله أن يُحْدِثَ “توازُناً سلبياً” مع ما اعتُبر محاولاتٍ للانقلاب على كل المسار الحكومي من الائتلاف الحاكم (تحالف عون – حزب الله)، فإن مصادر مطلعة لم تُبْدِ اطمئناناً إلى أن هذا “الاستنفار” الخارجي يتقاطع حول آلية ضغطٍ محدَّدة أو مُبَرْمجة من شأنها أن تُفْضي للإفراج عن الحكومة قبل “فوات الأوان” وحصول “الطوفان” الذي يخشاه الجميع.

وفي رأي المصادر لصحيفة “الراي الكويتية”، أنه إلى جانب المعطى الاقليمي المحوري في المأزق الحكومي والذي يضبط مقتضياته “حزب الله”، فإن هذا الملف بات بالمقدار نفسه أسير معركة «يا قاتل يا مقتول» بين عون والحريري و«الحسابات الرئاسية» التي تتحكّم بتعاطي فريق رئيس الجمهورية مع عملية التشكيل وتوازناتها.

ولفتت إلى أن هذا الأمر عبّر عنه ما رافق “الحريق الكبير” السياسي – الدستوري الذي اشتعل في أعقاب لقاء “التوتر العالي” بين عون والحريري خصوصاً لجهة انكشاف ما تمت قراءته على أنه توجُّه”عن سابق تصور وتصميم” من رئيس الجمهورية والمحيطين به للمضي في “الإساءة” للرئيس المكلف وفق ما ظهّرته الرسالة بخط اليد التي أُرفقت بها اللائحة – النموذج التي أرسلت الى “رئيس الوزراء السابق” مع ملاحظة “من المستحسن تعبئتها”، وفق توزيعات تضمن “الثلث المعطّل” لعون ومن ضمن محاصصة حزبية لا لبْس فيها، بما يشكّل ارتداداً على جوهر المبادرة الفرنسية والمظلة الدولية التي ارتسمت لحكومة الاختصاصيين من غير الحزبيين التي تقع على عاتقها مهمة إنجاز إصلاحاتٍ تمهّد لوضع البلاد على سكة الإنقاذ.

ولاحظت الأوساط أن ما بعد “الاثنين الساخن” وتشظياته التي اتخذت شكل “حرب بيانات”، وتقاذُف اتهامات حول “أفخاخ متبادلة” سواء على قاعدة محاولة فريق رئيس الجمهورية زرْع “عبوة” في طريق الرئيس المكلف عشية صعوده الى القصر علّه يفجّرها بيديه ويعتذر، أو ثبات الحريري على تقديم تشكيلة لعون تحمل في ذاتها بذور “موتها” لعلمه المسبق أن الرفض حليفها، فإن الساحة الداخلية شهدت سلسلة اجتماعاتٍ بارزة: الاول، القصر الجمهوري حيث استقبل عون مجموعة سفراء أبرزهم السفير السعودي وليد بخاري بناء على دعوة وُجهت إليه من الرئيس اللبناني، بالإضافة إلى السفيرة الفرنسية.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.