معادلة جديدة بين مأرب وبعبدا

25 مارس 2021
معادلة جديدة بين مأرب وبعبدا

كتب جوني منيّر في”الجمهورية“: منذ نحو العام، سجلت هدنة غير معلنة تتعلق بتجميد الهجمات بين فريقي النزاع اليمني. واستقرت الحرب على مشهد تبادل اطلاق النار من خلال خطوط التماس، والتي بدت انها ستكون خطوط الفصل النهائية. لكن وبشكل مفاجئ، شنّ الحوثيون خلال الاسابيع الماضية هجوماً صاعقاً للاستيلاء على مأرب آخر معاقل الحكومة اليمنية المتحالفة مع السعودية شمال اليمن والغنية بالنفط والغاز. وجاء توقيت هذا الهجوم في وقت قررت الادارة الاميركية برئاسة جو بايدن إنهاء دعمها للتحالف، وكذلك شطب الحوثيين عن لائحة المنظمات الارهابية. والاهم من الكلام الغامض الذي يجري تناقله في الكواليس حول بدء مفاوضات اميركية ـ ايرانية غير مباشرة من خلال سلطنة عمان. في الواقع ومن دون ادنى شك، فإنّ نجاح الحوثيين في السيطرة على مأرب سيعزز موقفهم التفاوضي حيال التسوية اليمنية المنتظرة، وهو في الوقت نفسه سيعزز اكثر موقف ايران التفاوضي مع الولايات المتحدة الاميركية، خصوصاً لجهة رسم خريطة نفوذ ايران في المنطقة. لذلك اقترحت السعودية وقفاً لإطلاق النار في 22 آذار الماضي، ما لبث ان رفضه الحوثيون بعد اقل من ساعة من الاعلان عنه. وأرفقوا القبول به شروطاً عدة. الواضح انّ جواب ايران من خلال الحوثيين هو بعدم ايقاف هجومهم. والمعروف ان «حزب الله» موجود في اليمن وهو يتابع العمليات العسكرية هناك، وبالتالي فإنه من المنطقي ان يكون شارك ولو استشارياً في اعداد التعبئة لمعركة مأرب

 

ثمة تقاطعات عدة بين معركة مأرب العسكرية وأزمة الحكومة اللبنانية السياسية.

 

هما أزمتان كبيرتان تهددان في حال تماديهما في تبديل جوهري في خريطة النفوذ داخل البلدين في موازاة المفاوضات التي تعمل واشنطن على التحضير لها، وسترسم خريطة النفوذ في المنطقة لعقود عدة مستقبلاً. وهنالك من يعتقد أن طيف «حزب الله» موجود في مأرب، وان شبحه يرخي بثقله على الازمة الحكومية في لبنان. وبالتالي، قد لا يكون من باب الخطأ الاستنتاج من كلام السفير السعودي وجود استعداد للربط بين مأرب اليمنية والحكومة اللبنانية.