كتب محمد شقير في” الشرق الاوسط“: لم يفاجأ الوسط السياسي بدخول طهران على خط التأزُّم الذي لا يزال يعيق تشكيل الحكومة، رافعة هذه المرة “البطاقة الحمراء” بلسان مساعد رئيس مجلس الشورى حسين عبد الأمير اللهيان احتجاجاً على التحرُّك الدبلوماسي المتعدد الأطراف لتعطيل الألغام التي ما زالت تعيق ولادة حكومة مهمة والتي يقودها باعتراف عدد من السفراء العرب والأجانب رئيس الجمهورية ميشال عون الذي يرفض حتى الساعة التعاون مع الرئيس المكلّف سعد الحريري والذي يُبدي مرونة لتجاوز العقبات التي تؤخر تأليفها وينأى بنفسه عن الدخول في سجال معه رغم الإساءات المتكررة التي استهدفته من عون.
فالمسؤول الإيراني اختار هذا الوقت لتمرير رسالة مثلّثة إلى الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية باتهامها باتباع سياسة عدم وجود حكومة قوية لإضعاف المقاومة، اعتقاداً منه بأن تصاعد وتيرة الضغوط الدولية لمنع لبنان من الذهاب إلى السقوط يمكن أن يشكل شبكة أمان سياسية لإنقاذه من الزوال.
وفي هذا السياق، رأى مصدر سياسي بارز لـ«الشرق الأوسط» أن اللهيان وضع لبنان أمام معادلة جديدة قوامها المقاومة والجيش والحكومة القوية التي حلّت مكان الشعب في هذه المعادلة، وقال إنه يستهدف المبادرة الفرنسية لتطويق الجهود العربية والدولية الداعمة لها، خصوصاً بعد أن قررت واشنطن وبلسان السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا بأن تنزع عنها ما لديها من تحفّظات كانت وضعتها الإدارة الأميركية السابقة. وقالت المصادر إن كلام اللهيان «يرد بطريقة أو بأخرى على مطالبة الراعي بحياد لبنان الإيجابي وعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان».
ولفت المصدر نفسه إلى أن طهران قررت الخروج عن صمتها وبادرت للدخول على خط أزمة تأليف الحكومة من موقع الاختلاف مع المجتمع الدولي الحاضن للمبادرة الفرنسية، وذلك بعد أن سبق لوزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف أن سأل أثناء وجوده في زيارة رسمية لموسكو، ماذا يفعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بيروت، في إشارة إلى تحفّظه حيال المبادرة التي أطلقها لإنقاذ لبنان.