750 ألف ليرة تكفي لشراء طعام لـ4 أيام.. هكذا يعيش سجناء رومية

30 مارس 2021
750 ألف ليرة تكفي لشراء طعام لـ4 أيام.. هكذا يعيش سجناء رومية

كتبت مريم مجدولين لحام في “نداء الوطن”: ” وجد الجوع طريقه إلى سجن رومية، الذي حصرت إدارته مسألة ادخال الأكل للمساجين بسوبرماركت خاصة، حصرية، يُطلقون عليها إسم “الحانوت”، بحيث تحتكر المواد الغذائية وغيرها وترفع أسعارها بشكل يتعدى المقبول من دون حسيب أو رقيب. وبنظرة عاجلة على القوانين، يُذكر أنه لا يُسمح للأهالي بإدخال أكثر من 750 ألف ليرة في جعبتهم، والتي بالكاد تشتري مواد تكفي 4 أيام، غير أن هذه القاعدة لا تسري بالضرورة الحتمية على الجميع و”الواسطة شغالة”.
كلفة أكل أي سجين، لوجبات ثلاث بحيث لا تتدهور صحته غذائياً، 3 ملايين ليرة لبنانية على الأقل، ما كلفته مليون ونصف ليرة لبنانية لنفس المواد خارج السجن، ناهيك عما يمكن أن يوفره إن سُمح بإدخال “طبخات الأمهات” وغيرها. إلا أن لا أحد من الأهالي يمكنه دفع مبالغ طائلة وعليه تعتمد الغالبية على أكل أطعمة غير صحية كالشيبس والشوكولا والمرتديلا والخبز والمشروبات الغازية والدخان. كما لا يحدد الأهالي “الماركات” أو نوع البضاعة التي سيختارونها لذويهم، ويتم إلزامهم بنوعية معينة تكون في الغالب “الأسوأ” أو الأقل جودة، إلا أنها في نفس الوقت أغلى من أهم نوعية في الخارج. وبشكل مبسّط، لو تعاقد السجين مع أفخر المطاعم، ليرسل له وجبات أكل إلى السجن بشكل يومي لكانت الكلفة أقل مما يصله من مواد لا تسمن ولا تغني من جوع… أما الغالبية اليوم، فجوعى!

أكل السجن “للكبّ”

تأسف رائدة الصلح، التي تهتم بأمور السجناء لـ”نداء الوطن” لسماعها شكاوى النزلاء من الأكل الذي يُقدم لهم وتضيف: “الله يشبعنا النعمة، للكبّ”، تقشف في اللحوم والخضار من نوعية سيئة والأرز غير جيد. وحذرت الصلح من أن الوضع يتفاقم مع مرور الأيام وذكرت كيف أن منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي قد أعلنا لبنان “نقطة ساخنة للجوع”، كتحذيرات مبكرة بشأن انعدام الأمن الغذائي الحاد، فكيف في المؤسسات العقابية حيث يتواجد أكثر الفئات هشاشة غذائياً”. وأضافت: “ليتهم يصرفون الميزانيات المخصصة للأكل على شراء مواد التنظيف والتعقيم والأدوية، ففي الآونة الأخيرة اضطررت إلى جمع مساعدات لشراء الأدوية لأكثر من مئة سجين “روشاتات على مد عينك والنظر” كل شيء مقطوع، والنظافة على السجين وليس على إدارة السجن. مكان موبوء بكل ما للكلمة من معنى”.

ويقول السجين أبو محمود إن الاكتظاظ هو المشكلة الأكبر، وإنه حتى لو استطاع أهله شراء حاجياته، لن يمكنه أكلها وحيداً، ويتابع: “في السابق كنا نحصل في الوجبة الصباحية على لبنة وبندورة وخيار وموز وزيتون وفول وبيض مسلوق وبطاطا مسلوقة، ووجبتا الغداء والعشاء جيدة ناهيك عن طبخات أمهاتنا أو زوجاتنا. اليوم، من تبقى لديه كيس زعتر أو دبس خروب من السابق “ملك”. منذ حوالى السنة باتت “الترويقة” ملعقتين من “الحلاوة” وملعقة “سكر” وكوباً من الشاي ونصف تفاحة. كما تم استبدال الألبان بالمربى والمصاب بداء السكري “يصوم”. أما “وجبة الغداء” فمجدرة بنية اللون عبارة عن “جبلة باطون” ثلاث مرات أسبوعياً، و”برغل مسلوق بالماء” مرة بالأسبوع وأرز بالشعيرية مرة بالأسبوع، أما في اليومين الباقيين والمفضلين ففاصوليا أو بازيلا بدون لحمة. من يحصل منا على رغيفي خبز “بطل” كما أنه يحق لنا بليمونة حامضة واحدة أسبوعياً إن حالفنا الحظ. كما وصلت لـ”نداء الوطن” رسائل متعددة من موقوفين في سجن جب جنين تفيد بأن الأكل هو عبارة عن 3 أرغفة خبز لكل موقوف مع كوب من الماء، فمن لا يستطيع شراء أكل “يبلل الخبز” ويسكت جوعه!”.