‘عليِّي وعلى اعدائي’.. على سطح ‘التايتانيك’!

31 مارس 2021
‘عليِّي وعلى اعدائي’.. على سطح ‘التايتانيك’!

كتب نبيل هيثم في “الجمهورية”: لم يعد بإمكان ميشال عون، ومن خلفه جبران باسيل، إلّا التصعيد لشدّ العصب المسيحي، الذي من دونه لا يمكن أن تتحقق الاحلام الرئاسية لـ»الصهر»، خصوصاً في ظلّ حالة التسرّب التي يعاني منها «التيار الوطني» منذ بدء انتفاضة 17 تشرين، والتي جاءت لتصبّ في رصيد القوى المسيحية التي تماهت مع الحراك الشعبي أو ركبت موجته، ناهيك عن رصيد قائد الجيش العماد جوزيف عون، في بلد شاء القدر الطائفي أن يصبح كل قائد للمؤسسة العسكرية مرشحاً محتملاً للرئاسة.

كذلك، لا يمكن فهم موقف سعد الحريري، في سياقه العام، الّا بالنظر الى الديناميات المحرّكة للشارع السنّي، لا سيما خلال السنوات القليلة الماضية، حين تبين أنّ ارث رفيق الحريري قد بدأت تتجاذبه قوى وشخصيات سنّية خارج العائلة الحريرية، وهو ما يجعل التشدّد في المواقف الحكومية يُصور اليوم أشبه بجهاد مقدّس لاستعادة صلاحيات رئيس الحكومة «السنّي»، برغم «الماكياج» العصري المتمثل بسرديات من قبيل «التمسّك بالمبادرة الفرنسية» وضرورة تشكيل «حكومة اختصاصيين».

أمام اجتماع كل هذه العوامل، يمكن افتراض، بقدر كبير من اليقين، أنّ كلاً من عون والحريري قد وصلا الى نقطة اللاعودة في العلاقة المضطربة بينهما، والتي لا يمكن تجاوزها إلّا بضغط خارجي، تبدّت ملامحه بالأمس في التحذير الصادر عن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، حين حذّر كبار المسؤولين اللبنانيين من أنّ الاتحاد الأوروبي يعكف حالياً على بحث سبل لممارسة ضغوط على من يقفون وراء عرقلة إيجاد حل للأزمة السياسية والاقتصادية في البلاد.

إذا ما اقترن التحذير بالفعل، فمن غير المعروف كيف ستتطور العلاقة العونية-الحريرية. ومع ذلك، فإنّ سعد الحريري يمكن أن يقارب السيناريو الدولي المرتقب بقدر من البراغماتية التي تميّزه عن ميشال عون، الذي لا يزال يجاهر بشعاره الشهير «العالم يستطيع سحقي ولكنه لن يأخذ توقيعي»، ما يعني أنّ الضغط الخارجي يمكن أن يصبح عديم التأثير على الموقف العوني، طالما أنّ الحرب الوجودية غالباً ما تُقارب بمنطق «عليّ وعلى اعدائي»… وفي التاريخ اللبناني (وبالأخص التاريخ العوني) المعاصر الكثير من الشواهد على ذلك.