هل استسلم ‘ثوار’ 17 تشرين؟

31 مارس 2021

كتب طوني عيسى في” الجمهورية“: بدت الترهُّل المبكر على «ثورتهم» في الأسابيع الأولى. وفي قلب «الدينامية الثورية» الاستثنائية التي كلَّفت شهداء، كانت تتنامى عوامل أخرى توحي بالإعاقة.

 

 بالتأكيد، هناك العجز عن صياغة قيادة جماعية، وبرنامج مشترك. وظهر التنافر أحياناً وسباق المصالح والهرولة إلى السلطة. كما برز الخلاف الفكري- السياسي- العقائدي: هل على «الثورة» أن تكون مع النظام أو ضدّه، وهل تكون مع الشرق أو الغرب، وما موقفها في جدلية 8-14 و»حزب الله» وسلاحه؟

 

هرب «الثوار» من الأجوبة المحرجة. اكتفوا بالشعارات. البعض يقول إنّهم أرجأوا الإجابات إلى مواعيد لاحقة. ولكن، في الواقع، كانت هذه «اللفلفة» مدمِّرة لـ»الثورة». وتمكنت منظومة السلطة من زرع «أحصنة طروادة» داخل الحراك، وعمدت إلى إحباطه من الداخل، ونجحت لأنّها تمتلك كل أدوات القوة والنفوذ.

 

وعندما انسحب «الثوار» أو «المنتفضون» من الشارع، واطمأنت المنظومة إلى سيطرتها على الأرض، بدأت تتخلّى عن خطتها البديلة، وتعود إلى الستاتيكو الأول.

 

اللافت أنّ صورة الشارع، هي أيضاً، عادت إلى ما كانت عليه قبل 17 تشرين الأول: مجموعاتٌ من بضع عشرات «المعترضين»، هنا وهناك، في شكل مشرذَم، يعبّرون عن «استيائهم» من أمرٍ ما، ويطرحون شكواهم، فلا يسمعهم أحد، ولا يكاد الإعلام يعرف بهم!

 

واضح أنّ «الثوار» استسلموا. بعضُهم أصابه التعب والإحباط، وبعضُهم ينتظر نضوج الظروف للانطلاق مجدداً، وبعضُهم مُربَك ولا يعرف من أين يبدأ.

 

وحتى إشعار آخر، وفيما العجز هو القاسم المشترك بين «الثوار»، تتفاءل المنظومة بأنّها ستنتصر، وبأنّ خصومها سيرضخون. ويعني ذلك أنّ منطق القوة سيسود حيث يجب أن تسود قوة المنطق.