أمن المواطن خطّ أحمر… لا تلعبوا بالنار!

31 مارس 2021
أمن المواطن خطّ أحمر… لا تلعبوا بالنار!

الكل متخوّف، مسؤولون ومواطنون. الكل يسأل واليد على القلب: متى تنفجر؟ ومن يتحمّل مسؤولية اللعب بأمن المواطن؟ المسؤولية مشتركة. ولا أحد في إستطاعته التنصّل من هذه المسؤولية، أيًّا تكن الظروف، وأيًّا تكن الأسباب. إمّا أن يكون المسؤول مسؤولًا بالقول والفعل، أو يذهب إلى بيته ويترك هذه المهمة، التي نعترف بأنها غير سهلة، لغيره.


أمّا أن نلقي الكلام التخويفي جزافًا ونقعد نتفرج على الحريق فهو من الأمور غير المسموح بها.
صحيح أن الأوضاع العامة في البلاد غير مطمئنة وغير مريحة، ولكن من المفروض أن يتحمّل الذين يعتبرون أنفسهم مسؤولين ثقل المهمة الملقاة على منكبيهم، لأن تغيير الأحصنة في منتصف النهر أمر غير مستحب ولا أحد ينصح به، لما له من تداعيات غير مجدية وغير سليمة وفق سلمّ الأولويات.

لا نسمع في هذه الأيام من المسؤولين سوى الكلام التيئيسي والإستسلامي والإنهزامي، مما يزيد على قلب المواطن همومًا هو في غنى عنها، بعدما أصبح غير قادر على حمل قشة زيادة عمّا يحمله من أثقال وهموم يومية ينوء تحت ثقلها أعتى الجبابرة، فكيف الحال مع هذا المواطن المسلوبة أمواله، والمهدّد بالجوع . لقد اصبحت حياك المواطن رهينة المتحكمّين بإرتفاع سعر صرف الدولار، وهذا ما يتحجج به التجار لرفع اسعار السلع الضرورية أضعافًا مضاعفة، بحيث لم يعد في مقدور هذا المواطن المسلوخ جلده الإستمرار على هذا المنوال إلى ما لا نهاية، وقبل أن يتحّول إلى قنبلة موقوتة لا يعرف أحد متى ستنفجر.

البداية، أي بداية مشوار الإحباط، كانت من قصر بعبدا يوم بشرّنا رئيس الجمهورية بأننا ذاهبون حتمًا إلى جهنم إذا إستمرّت الأوضاع على ما هي عليه، وهي أصبحت منذ ذاك التاريخ أكثر سوءًا بمئة مرّة، مما يعني أننا أصبحنا بالفعل في جهنم وفي قلب اللهيب، وأن الأوضاع بدلًا من أن تتحسّن تراجعت إلى الوراء في شكل مقلق ومخيف، من دون أن نسمع من أي مسؤول ما يطمئن، أقله كلاميًا، إن لم يكن في الإستطاعة تحقيق أي إنجاز، ولو على سبيل تطييب الخواطر ليس إلا، تمامًا كمن يهدي وردة لجائع.

بالأمس سمعنا كلامًا غير مطمئن صدر عن الزعيم وليد جنبلاط، وهو المعروف بدقة راداراته اللاقطة، يتحدّث عن الوضع الأمني وقلقه مما هو آتٍ نتيجة ما يصل إليه من أخبار من هنا وهناك، خصوصًا أنه أوفد مؤخرًا من إلتقى قيادات في “حزب الله” بعد حديث أمينه العام السيد حسن نصرالله عن سعي البعض إلى تحريك الحرب الأهلية.

وأخطر ما سمعناه ما أدلى به الرئيس نبيه بري، وهو الحريص كل الحرص على السلم الأهلي، من كلام حول “التايتانيك”، فشبّه وضع لبنان اليوم بحال تلك السفينة التي دخلت التاريخ من باب مآسيه وكوارثه.

ما قاله الرئيس بري هو أقرب من أي شيء آخر عن الواقع الذي نعيشه في بلد مسدودة آفاقه فيما بعض مسؤوليه يتلهّون بالقشور ولا يهتمّون إلا بما يعود بالنفع لمصالحهم الخاصة ولمستقبل المحيطين بهم، سياسيًا وإجتماعيًا.

أيتها السلطة لا تلعبي بنار الغرائز، لأن أمن الناس خط أحمر ليس كسائر الخطوط.