جنبلاط يميل والمستقبل يميل.. والسعودية تختار أين تميل!

31 مارس 2021

على وقع المناكفات الحاصلة في الملف الحكومي برزت اشارة من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط حول تمسّك المملكة العربية السعودية بحزب “القوات اللبنانية” بوصفه الحصان الرابح في السياسة وأوحى جنبلاط في تصريحه الذي سُرّب الى الاعلام أنه يخالف المملكة في رهانها على “القوات”، لكن اجواء التهدئة التي يبدو أنه يرغب بها أعادت تصويب البوصلة بعد توضيحه ولم تأخذ مجالها في النقاش.


فما هي الاسباب التي دفعت جنبلاط الى الحديث بهذه المنهجية في لقاء خاص والتي قد تكون دفعت بأطراف اخرى للوشوشة في نفس السياق؟

وفق مصادر مطّلعة فإن انتقاد جنبلاط لم يكن نابعاً من رغبة في الاشتباك مع “القوات” والا فإنه لم يكن ليلجأ الى توضيح سريع، لكنه وفي قرارة نفسه يميل الى ان تكون السعودية جزءا من التسوية والتهدئة وليس من التصعيد في لبنان باعتبار أنه من مناصري عدم الذهاب الى اشتباك أهلي في المرحلة الحالية ومن معارضي أي توتير في الشارع. من هنا، قد يكون كلام جنبلاط سهماً انطلق من إنزعاج ضمني من عدم احتكام السعودية الى مشورته بل السير بنصائح “القوات”.

وبحسب المصادر، فإن التوجّه الجدّي لدى تيار “المستقبل” يسير في خطة عدم التصادم مع “حزب الله” في لبنان، وبالتالي، ورغم المناورة الواسعة التي يقوم بها رئيس التيار سعد الحريري من خلال هجومه وتصعيده ضد رئيس الجمهورية ميشال عون، غير أنه في الواقع يرغب في أن يكون تياره ضمن حركة تسووية، ولذلك فإن “المستقبل” يوافق “الاشتراكي” في الاعتراض على أن تصبح “القوات” الملهم الأساسي للمملكة في لبنان.

وتعتقد المصادر ان هذه الانتقادات لن تؤثر أبدا على علاقة السعودية بـ “القوات”، لا سيما وانها هي من اختارت هذه العلاقة، وإن وجدت تطابقاً في تصورها للحل في لبنان مع خيارات “القوات” فهذا لا يعني بأن للأخيرة تأثيرا مباشرا على خيارات دولة إقليمية بهذا الحجم.

وترى المصادر ان علاقة السعودية بالقوات متينة جدا، وبالرغم من نفي أي تمويل من قِبلها، الا ان الرابط بين الطرفين عميق الى درجة اكثر من مجرد مسألة تمويل حزب سياسي في لبنان، اذ انه وللمرة الاولى تراهن دولة كالسعودية بشكل اساسي على حزب سياسي من غير الطائفة السنية ليكون رأس حربة لها في الداخل اللبناني.

وتؤكد المصادر ان ثمة رسائل سياسية تُوَجَّه الى قوى سياسية من خلال تصريحات رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع هي في الواقع جملة أجواء ومواقف وتوجهات للمملكة العربية السعودية، وبالتالي فإن امتعاض جنبلاط او أقله تمنّياته، لن تقدّم أو تؤخّر في الالتصاق الكلي في السياسة الاستراتيجية بين الرياض ومعراب.