لبنان بات ساحة صراع.. سياسي أوروبي يتحدّث عن العقوبات الفرنسية

1 أبريل 2021آخر تحديث :
لبنان بات ساحة صراع.. سياسي أوروبي يتحدّث عن العقوبات الفرنسية

يكثر الحديث مؤخراً عن اقتراب موعد العقوبات الفرنسية، وفي حين تؤكد مصادر أنّها “وُضعت على السكة” وأنّها ستطال معطّلي تأليف الحكومة بعد 7 أشهر من الفراغ، لم يتم إحراز أي تقدّم ملموس على مستوى التشكيل.


تحت عنوان “مجرّد كلام: السياسيون اللبنانيون يتجاهلون التهديد الفرنسي بفرض عقوبات”، نشرت صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية تقريراً لفتت فيه إلى أنّ ردود فعل السياسيين الصامتة إزاء تصريحات وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الأخيرة تشير إلى أي مدى بات حل الأزمة اللبنانية مستعصياً.

وفي حديث مع الصحيفة، قال القيادي في تيار “المستقبل”، النائب السابق مصطفى علوش، إنّ التهديد بفرض عقوبات ليس كافياً لإقناع السياسيين للتحرك، وقال: “هذا تهديد وتحذير”، متسائلاً: “لكن هل ستتأتى أي نتيجة؟ هذا مجرد كلام”.

وفي قراءته لخطاب لودريان، رجح علوش أن تكون فرنسا ترسل إنذاراً لرئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، معتبراً أنّ الضغط الفرنسي “ليس في مكانه الصحيح”، نظراً إلى أنّ اسم باسيل مدرج على لائحة العقوبات الأميركية.

وفي حين ذكّرت الصحيفة بأنّه سبق لمصادر ديبلوماسية أن أكّدت أنّ الاتحاد الأوروبي ينظر في خيار العقوبات، لفتت إلى أنّ مسؤولاً في مكتب رئاسة الجمهورية رفض التعليق على إمكانية فرض عقوبات، قائلاً إنّ المحادثات (بين الرئيس ميشال عون ولودريان) كانت “مثمرة بالنسبة إلى الجانبيْن”. بدوره، رفض مكتب رئيس مجلس النواب نبيه بري التعليق أيضاً، بحسب “ذا ناشيونال”. في المقابل، أعرب متحدّث باسم “حزب الله” للصحيفة عن أمله في نجاح المبادرة الفرنسية، معتبراً الحديث عن ضغوط وعقوبات أمر “غير مقبول”.

المحللون أيضاً يشككون بفاعلية التهديدات الفرنسية، إذ يقول أستاذ علوم سياسية والشؤون الدولية المشارك في الجامعة اللبنانية الأميركية، عماد سلامة، إنّه سبق للفرنسيين أن لوّحوا كثيراً بالعقوبات، قائلاً: “يهدد الفرنسيون السياسيين اللبنانيين منذ أكثر من عام إلا أنّ شيئاً لم يُترجم عملياً”. وفي السياق نفسه، استبعد سلامة نجاح العقوبات ما لم تُرفق بضغوط على داعميهم الأجانب، بحسب ما قاله. وأوضح سلامة: “لا تنتهي المشكلة عند السياسيين في لبنان”.

مهند الحاج علي، وهو مدير الاتصالات والإعلام وباحث مقيم في مركز مالكوم كير– كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت، قال إنّ فرنسا لا تملك النفوذ الكافي في مواجهة الأطراف التي قد تنظر في شملها بالعقوبات. وقال الحاج علي: “ثمة مخاوف أوروبية متنامية بشأن الأزمة الحالية إلا أنّ النفوذ الفرنسي ضعيف جداً”.

من ناحيته، ألمح سياسي أوروبي للصحيفة إلى أنّ فرنسا بالغت في تقدير حجم نفوذها في لبنان، مشيراً إلى أنّ الفراغ في السلطة أتاح للاعبين دوليين آخرين التدخل، ما أدى إلى تقويض دور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وفي تعليق على العقوبات، اعتبر السياسي أنّه يتعين على ماكرون رغم غضبه إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع السياسيين الذين تهددهم فرنسا بالعقوبات. وقال المصدر: “العلاقات الروسية-الأميركية في الحضيض، أمّا لبنان فيتحوّل إلى ساحة للاعبين خارجيين، وليس لفرنسا فحسب”.

وكشف المصدر أنّ كلاً من “حزب الله” والرئيس المكلف سعد الحريري فتحا قنوات اتصال مع موسكو، لافتاً إلى أنّ تركيا بدأت بدورها بناء علاقات في لبنان. وفي تعليق على أداء السياسيين اللبنانيين، قال السياسي الأوروبي: “فساد الطبقة السياسية اللبنانية ليس جديداً (..)”، مضيفاً: “يضعون مكاسبهم الشخصية فوق كل اعتبار”.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.