العقوبات الفرنسية ـ الأوروبية.. مُستَبعَدة

2 أبريل 2021آخر تحديث :
العقوبات الفرنسية ـ الأوروبية.. مُستَبعَدة

رأت مصادر مراقبة للحركة الدولية بخصوص الملف اللبناني والمركزة هذه الأيام على مسألة تشكيل الحكومة عبر صحيفة “الأنباء” الكويتية صعوبة فائقة في آلية فرض عقوبات على مسؤولين لبنانيين، وتستبعد احتمال العقوبات انطلاقا من قراءة سياسية تختصر بالنقاط التالية:

1 ـ الفرنسيون أخفقوا في دخولهم الصاعق على خط الأزمة اللبنانية وتلاشت مبادرتهم وتآكل زخمها ومصداقيتها. ربما أخطأ الفرنسيون في قراءة وفهم السياسيين واللعبة في لبنان وكيفية التعاطي معهم، أو ربما، وبكل بساطة، خدعهم السياسيون اللبنانيون وكذبوا عليهم. والآن يطرق الفرنسيون الباب الخاطئ عندما يحصرون الأزمة بالأسباب الداخلية ويتغاضون عن العوامل الخارجية. باريس تحتاج إلى ضمانات خارجية عجزت عن تأمينها حتى الآن، وما تزال واشنطن «تراوغ» ولا تريد منح الفرنسيين ورقة رابحة في الوقت الضائع، فيما طهران الخائبة من الموقف الفرنسي والأوروبي لم تقدم شيئا وأبلغت باريس تكرارا أن حزب الله معني وحده باتخاذ القرارات على الساحة اللبنانية.

2 ـ السياسة الأميركية في الشرق الأوسط لم تتشكل ولم تتبلور بعد، ومازالت تتصف بالإرباك وعدم الوضوح، خصوصا مع وجود ميل أميركي للتوجه شرقا، ولإعطاء الملف النووي الإيراني أولوية إقليمية، ولبنان ليس في منأى عن نتائج المرحلة الأميركية الانتقالية، وليس موجودا في أولويات واشنطن وعلى جدول أعمالها لمنطقة الشرق الأوسط. وإذا كانت الإدارة الأميركية معنية بعدم انهيار الوضع اللبناني وتدعم المبادرة الفرنسية من هذه الخلفية، فإنها من جهة، لم تبلور أي رؤية لسياستها اللبنانية والعقوبات الأميركية بحق شخصيات لبنانية ستبقى معلقة لأشهر إضافية.. ومن جهة ثانية، لا تأخذ على محمل الجد تلويح الفرنسيين بفرض عقوبات على معرقلي تشكيل الحكومة اللبنانية.

3 ـ الديبلوماسية البريطانية دخلت مؤخرا على خط الأزمة ومن خلفية تعزيز فرص مبادرة الرئيس نبيه بري ـ وليد جنبلاط الأكثر توازنا وقابلية للتطبيق، والعمل على تقريب وجهات النظر بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، على اعتبار أن تصحيح العلاقة بينهما هي «مفتاح التأليف»، وهو دور تنفرد لندن في أدائه في الداخل، ولا يخرج عن جوهر المبادرة الفرنسية الطامحة إلى تأليف حكومة بشكل سريع. وقبل فترة وجيزة، حاول الفرنسيون التقريب بين باسيل والحريري، لكن محاولتهم باءت بالفشل نتيجة لاتساع رقعة الخلاف أولا بين الرجلين، وعدم توفير أجواء إيجابية تخدم هذه التوجهات ثانيا، فعدلوا عن الفكرة مرحليا ريثما تتهيأ الظروف.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.