كتبت بولا مراد في” الديار”: حاول المتحمسون لاسقاط عون طرق أبواب بكركي ومعراب لاستخدام أحدهما رأس حربة في المعركة، الا انهم لم يوفقوا بحيث تلقوا أجوبة حاسمة وحازمة ان ايا منهما لن يغطي اسقاط عون بالقوة في الشارع. ففي بكركي اعتبارات كثيرة تحول دون ذلك ابرزها التمسك برمزية الموقع المسيحي الاول في البلد، وتعاطيها مع الموضوع على اساس ان السير بهذه الخطة مرة سيعني امكانية اللجوء اليها من قبل باقي المكونات حين تختلف بالسياسة مع رئيس البلاد، هذا عدا عن انها قد تؤسس لفقدان المسيحيين لهذا الموقع.
وبالرغم من تعاطي العونيين بالعلن مع عدم جدية الاخبار التي كان يتم الترويج لها عن سعي لاسقاط عون في الشارع بالتزامن مع تفاهم المكونات والقوى السياسية المعارضة له على ذلك، الا انهم كانوا فعليا يستعدون لسيناريو مماثل، فوضع الحرس الجمهوري بحالة تأهب قصوى تماما كما المسؤولون عن الأمن في «التيار»، فكان يتم استدعاؤهم عند كل تظاهرة ايا كان حجمها خوفا من تطور الامور فجأة. لذلك كان يتم قمع اي تحرك باتجاه بعبدا بالقوة بعد دقائق على انطلاقه، كي لا تتحول ساحات بعبدا ساحات للتظاهر بديلا عن الشوارع المحيطة بساحة النجمة، ولعل ذلك ما كان يسعى اليه مناصرو «حركة أمل» الذين حاولوا في احدى الليالي التحرك باتجاه بعبدا قبل ان يلعب حزب الله سريعا دور الاطفائي الذي استوعب الحريق سريعا.
وبحسب المعطيات، فقد بات معارضو عون على يقين انه لم يعد ينفع بذل اي جهود لانهاء عهده باكرا بغياب الغطاء المسيحي الذي لا يمكنهم التحرك من دونه، وقد بات لسان حال هؤلاء:»اللي شرب البحر ما بغص بالساقية»، باشارة الى ان عهد عون شارف على الانتهاء ومن تمكن من التعايش مع القسم الاكبر منه، يستطيع ان يتعايش مع تبقى من العهد.