ضاهر ترأس قداس الفصح في طرابلس: لحكومة تنقذ البلد وتنفذ الاصلاحات

4 أبريل 2021
ضاهر ترأس قداس الفصح في طرابلس: لحكومة تنقذ البلد وتنفذ الاصلاحات

ترأس رئيس أساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر، قداس عيد الفصح المجيد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في محلة الزاهرية في طرابلس، عاونه المونسنيور الياس البستاني وشارك في القداس حشد من المؤمنين الذين التزموا الاجراءات الوقائية والصحية لتفادي الاصابة بفيروس كورونا.

بعد الانجيل المقدس ألقى المطران ضاهر عظة، قال فيها: “المسيح قام حقا قام، نبارك للبنانيين عامة والمسيحيين خاصة بعيد الفصح المجيد، ونأمل أن يحل هذا العيد على الجميع بالخير والمحبة والسلام”.

أضاف: “البلد يمر بوضع صعب جدا على الصعد كافة، ونأسف للتأخير المستمر وغير المقبول في تشكيل حكومة جديدة لديها الارادة والقدرة على تنفيذ الاصلاحات المطلوبة لمواجهة الازمات التي يعاني منها الشعب اللبناني، لاسيما الازمات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والصحية”.

وتابع: “نأمل في هذا العيد المبارك، أن تكون قيامة السيد المسيح محطة تأمل وصلاة، عند جميع الحكام والمسؤولين، من أجل إنقاذ البلد، ولكي يتمكن أبناؤه من سلوك طريق الاستقرار والتقدم والازدهار” مضيفا “بهذا النشيد وفي هذا اليوم يوم القيامة المجيد، أتمنى لكم فصحا مباركا ومقدسا، وأسأل الربَّ القائم من بين الأموات، أن يبارككم وينعم عليكم بفرح قيامته. وأدعوكم لنسير معا في طريق القيامة وأن يكون المسيح الناهض رفيق دربنا وحياتنا.المسيح القائم أحبنا وبذل نفسه عنا (غلا2/20)، وأعطانا بصليبه وموته بعدا جديدا لحياتنا، فبالرجاء نتخطى آلامنا وبثقتنا به نغلب العالم”.

وقال: “في يوم قيامة المسيح، كان إثنان من تلاميذه عائدين الى بلدتهما عماوس التي تقع على مسافة سبعة أميال من أورشليم. كانا يائسين ومكتئبين، يظنان أن جسد يسوع سرق من القبر. وفيما كانا يتحدثان، التحق بهما يسوع، لكنهما لم يعرفاه. فسألهما عما يتحدثان، فأخذا يقصان عليه ما حدث في أورشليم وكيف حكم على يسوع بالموت فصلب ودفن. واليوم وجد قبره فارغا. وأضاف أحدهما واسمه كليوباس قائلا: “وكنا نحن نرجو أن يكون هو الذي سيفدي إسرائيل، (لوقا 24: 21_35)، كنا نرجو أن يكون”، هذه الكلمات هي تعبير عن اللوعة والخسارة وخيبة الأمل، وكثيرا ما نسمع من أهلنا وأصدقائنا هذا الكلام ” كنا نأمل أو نرجو كذا وكذا، أو كنا نأمل ألا نتعرض الى مثل هذه الجائحة التي تسيطر على العالم أجمع، كنا نأمل ونرجو”.

وأشار الى أن “هذه الكلمة المؤلمة التي نطق بها تلميذا يسوع تملأ حياتنا ومحادثاتنا. لكن قيامة المسيح تقضي على هذا التفكير اليائس. لقد سبق وتنبأ لتلاميذه أنه سيتألم ويموت ويقوم في اليوم الثالث، لكنهم لم يستوعبوا المقصود. فأخذ يسوع يشرح للتلميذين المسافرين الى عماوس ما جاء عنه في الكتب المقدسة، ويوضح لهما أنه كان ينبغي للمسيح أن يتألم قبل أن يدخل الى مجده. ثم لما جلسوا لتناول الطعام، انفتحت أعينهما وعرفا أنه المسيح عندما بارك الخبز وكسره وأعطاهما ليتناولاه، ثم اختفى عن الأنظار، حينئذ آمنا بقيامته. (لقد وافاهما المخلص، غالب الموت في ساعة اليأس). وهذا ما يفعله اليوم أيضا، المسيح الناهض وقاهر الموت. إن يأتينا في وسط أحلامنا المتلاشية وآمالنا المحطمة، ليشدد عزيمتنا وينعش آمالنا في الانتصار على الخطيئة والموت”.

وقال ضاهر: “في عيد القيامة، نحتفل بالحياة والفرح. وحتى عندما نفكر في الأحباء الذين دفنوا، فلا نستسلم الى اليأس، فالموت لم يحطمهم، لأن المسيح قام وأقام معه الآمال. وإذا كان المسيح قد قام، فإنهم ليسوا جاثمين في ظلام القبور، بل في حضن المخلص الأبدي، حيث النور والحياة. إذا كان المسيح قد قام، فإننا ننعم بمزيد من الحياة والفرح والمحبة مدى الحياة. إن قول كنا نرجو أو نأمل لم يعد واردا في قاموسنا المسيحي، لأن القديس بولس يقول: إن الله انتزعنا من سلطان الظلمة ونقلنا الى ملكوت ابنه الحبيب الذي لنا فيه الفداء، مغفرة الخطايا (كولوسي 13:1)
إن قول: كنا نرجو أو نأمل، لم يعد واردا في قاموسنا المسيحي، لأن القديس بطرس يقول: تبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي، على حسب رحمته الكثيرة، ولدنا ثانية بقيامة المسيح من بين الأموات لرجاء حي وميراث لا يفسد ولا يتدنس ولا يذوي (1بطر: 3). إن قول كنا نرجو أو نأمل لم يعد واردا في قاموسنا المسيحي، لأن المسيح الناهض من بين الأموات حررنا من هذا التشاؤم”.

وختم: “أحييكم بمحبة المسيح الحي، القائم من بين الأموات والكامن في قلب كل واحد منا، وأسأله أن يغلب جائحة كورونا كما غلب الموت، وأن يعيدنا الى فرح الحياة، ريثما ننتظر الملكوت السماوي. كما أسأله أن يبارك عائلاتنا وأهلنا ومحبينا وأن يغمرنا جميعا بفرح الحياة، مرددين فيما بيننا وهاتفين: المسيح المسيح قام من بين الأموات. قام المسيح والأبالسة سقطت، قام المسيح ولم يبق في القبر ميت، قام المسيح والحياة انبعثت”.

بعد القداس تقبل ضاهر والبستاني التهاني بالعيد من المشاركين.