لكن الاهتمام الفرنسي يواجه بما يشبه الاستعلائية اللبنانية، او الوصف الادق شعور الزعماء اللبنانيين او بعضهم انهم متفوقون على السياسيين الفرنسيين، بالحنكة وفهم الواقع اللبناني والقدرة على المناورة والابتزاز واللعب على التناقضات. وحتى اليوم قُدمت لباريس عشرات الوعود من السياسيين ولم يتحقق منها شيء.
تعود اليوم فرنسا بزخم اكبر وبفهم اعمق للازمة، وتحاول بالتوازي مع حل التعقيدات الداخلية الحصول على غطاء اقليمي، وتحديدا سعودي وايراني، لكن المشكلة ان الطرفين غير متحمسين للتسوية الفرنسية.
السعودية لا تريد توازنات تشبه توازنات التسوية الرئاسية وتوازنات ما قبل 17 تشرين، وايران باتت مترددة في فتح الابواب للفرنسيين تحديدا.
في المستوى الداخلي اعادت باريس تحسين علاقتها بالعهد والتيار والوطني الحر، وهذا الانفتاح هو الذي سيأخذ رئيس التيار جبران باسيل الى فرنسا للقاء الرئيس الفرنسي، لأخذ ضمانات ربما او للتوافق على تسوية مقبولة.
لكن الحركة السياسية في باريس، توحي بأن القرار هو الوصول الى حل سياسي، وليس فقط لموضوع الحكومة وهذا ما بدأ بعض المسؤولين الاوروبيين يوحون به منذ ايام، والحل السياسي يعني حكومة توافقية بالكامل تشبه حكومات ما بعد الدوحة 2008.
كما ان الحلول السياسية تفرض ان تسمي القوى السياسية بشكل فاقع وزراءها لا ان يكونوا من التكنوقراط، والا على ماذا سيتوافقون؟
من الواضح ان باريس تلعب بعض الاوراق المهمة في الساحة اللبنانية، وهي وبالرغم من استعجالها غير قادرة على اتمام مثل هذه التسوية في سرعة كبيرة.. وبالتالي فالحكومة مؤجلة.