يبدو أن الرياح الاوروبية والفاتيكانية تجري بما لا تشتهي سفن رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل. فمع كل مسعى يقوم به النائب باسيل عبر وسطاء محليين او لبنانيين مقيمين في الولايات المتحدة او اوروبيين لزيارة بعض عواصم القرار الملمة بالوضع اللبناني وتتابع مستجداته لاسيما منذ ما بعد انفجار مرفأ بيروت، يتعرض لنكسة من هذه الدول التي بينما تتريث في اعطائه مواعيد لزيارتها، تسارع الى دعوة الرئيس المكلف سعد الحريري وبعض الشخصيات السياسية الاخرى سواء المحسوبة على 8 آذار أو على 14 منه أو على الوسطيين لزيارتها.
ولعل ما يزعج باسيل اليوم غياب أي دعوة فرنسية له حتى الساعة رغم الوساطة الامنية اللبنانية التي دخلت على الخط، عطفا على ذلك، تحديد الفاتيكان موعدا للحريري في 22 الجاري لزيارة البابا فرنسيس، في حين أن باسيل كان قد أرسل رسالة للحبر الأعظم ضمنها دعوة لعقد مؤتمر لحماية المسيحيين في لبنان والشرق من منطلق ان ما يقوم به العهد في لبنان يصب في خانة استعادة حقوق المسيحيين. وتكمن المفارقة في أن أيا من هذه العواصم الغربية او “القيادة الروحية” للكنيسة الكاثوليكية لم تتعاط بجدية مع رسائل باسيل ومراسلاته ولم يقتنع أحد بمضامين رسائله، عطفا عن ان باسيل الذي سلم البطريرك الماروني بشارة الراعي لاحقا نسخة عن الرسالة التي أرسلها إلى الفاتيكان للايحاء بأنه لم “يقوطب” على بكركي، حاول جاهدا تعويم نفسه مسيحيا والتحريض ضد الراعي والالتفاف على مساعي الأخير الهادفة إلى تأليف حكومة تنقذ الأوضاع في لبنان، الأمر الذي أزعج الفرنسيين والفاتيكان .
وتختم المصادر قائلة “الرياح تهب ولكن ! لا كما يشتهي باسيل“.