هل لبنان دولة حدودية مع تركيا؟ قراءة تركية في علاقات البلدين

10 أبريل 2021

يجهد لبنان لالتقاط أنفاسه جراء الازمة الحادة التي يعيشها ، في ظل ترهل الدولة وتقصيرها في أدنى واجباتها ، ما يجعل المواطن يفتش عن اية خشبة خلاص بعدما ألقت به السلطة في نار “جهنم” الجوع و الفقر والبؤس.


ووسط كم الازمات والمخاطر الجدية من تفكك لبنان وانهياره اشلاء مبعثرة ، يبدو السؤال عن السيادة ومفهوم الدولة والنظام اشبه بحوار “عبثي” ، كما بات التدخل الخارجي في عمق الشؤون الداخلية اكثر من عادي وطبيعي.

في ظل هذه المعضلة، برز الدور التركي كمادة جديدة للانقسام في لبنان بين مرحّب او متوجس او مستنكر . كما ان أحكاما مسبقة وربما خلفيات فئوية او طائفية تتحكم بالدرجة الاولى بكيفية التعامل مع الجانب التركي مع اعتقاد البعض ان تركيا قد تتحول اكثر فاكثر اكثر فاكثر الى “حاجة لبنانية ملحة” عند اشتداد وطأة الازمة المعيشية واستفحالها.

من الجانب التركي، يعتبر رئيس تحرير “وكالة أنباء تركيا” حمزة تكين “ان تركيا تنظر إلى لبنان نظرة مختلفة عن الدول الآخرى وتتعامل معه انطلاقا من مبدأ الاهتمام والمساعدة” ، مضيفا بأن “تركيا مهتمة بتطوير العلاقات مع لبنان على الصعد كافة، خصوصا وان لبنان دولة حدودية من ناحية النقاط البحرية لشرق المتوسط” مشيرا الى”ان المواقف الرسمية التركية تبدي كل الحرص على استقرار لبنان والدليل طلائع الوفود الرسمية و الاغاثية إلى توجهت إلى لبنان بعد ساعات من وقوع انفجار مرفأ بيروت”.

يدحض حمزة تكين “كل الاتهامات الباطلة حول دور أمني لتركيا في لبنان خصوصا في مناطق الشمال”، و يعتبر “ان بث الأكاذيب يهدف الأمرين الأول استهداف الحضور التركي عبر توجيه اتهامات باطلة ، والثاني رمي مسؤولية تردي الأوضاع في الداخل اللبناني على جهات خارجية و التهرب من المسؤولية اللبنانية المباشرة”.

وحيال انقسام المواقف محليا حول الدور التركي في لبنان، يؤكد الكاتب والصحفي التركي بأن “التأييد الشعبي لتركيا لا ينحصر بجهة محددة في لبنان بل قد يفاجأ البعض بمواقف مؤيدة لدى شرائح وجهات يضعها البعض في خانة العداء لتركيا، لكن تركيا لا تفرق بين اللبنانيين مطلقا وتؤكد بأن استقرار هدَا البلد يقوم على توافق ابنائه و ليس بالتفرقة وبث الأحقاد وافتعال المشاكل”.

كما يرى تكين “بأن هذا الانفتاح يزيد من المسؤولية تجاه الاهتمام بمصير لبنان ،كما السعي لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي و الاجتماعي، فتركيا لا تريد أن ترى بلدا غير مستقر في المنطقة كونها ستتحمل المزيد من الأعباء، فبالتالي لا تتعاطى مع اللبنانيين باستنسابية شمالا او جونبا او حتى بين المكونات الطائفية على عكس ما يفعل الآخرون ، وهذه السياسات التي اتبعتها بعض الدول سابقا اوصلت لبنان إلى ما هو عليه الآن من أوضاع محزنة ومقلقة ومزعجة”.