فرمضان 2021 يحلّ فيما الوطن الصغير يُلاطِم أعتى أزمة في تاريخه بات معها في مهبّ الريح يتجاذبه عصْف الانهيار المالي – النقدي – المصرفي – الاقتصادي الذي سحق أكثر من نصف اللبنانيين تحت خطر الفقر، بحيث صار هديرُ الجوعِ يُسابِق الفرصَ المهدورةَ لتجنيب البلاد وليمة موتِ صيغةٍ ودورٍ وربما… كيان.
لن تكون السياسة وألاعيبها وأحجياتها غائبةً بالتأكيد عن شهر الخير والبركات الذي يطلّ كئيباً بلا بريق ولا زينة ولا قوس قزح أضواء ولا فوانيس متلألئة، ولكن الحاضر الأكبر سيكون وجع كل يوم أمام غلاء متوحّش بدّل طقوس موائد رمضان وخطَفَ منها أطباقاً، وحوّل تأمين أخرى معاناةً يومية، بعدما بات صحن الفتوش الذي صار في ذاته مؤشراً لمستوى ارتفاع الأسعار يكبّد عائلة من 5 أشخاص نحو 82 في المئة من الحد الأدنى للأجور بتكلفة نحو 555 ألف ليرة لبنانية على امتداد الشهر، هذا إذا لم تسجّل أسعار مكوّناته زيادةً… متوقَّعة”.
لبنان يُلاقي رمضان بخواء سياسي و…بطون خاوية
كتب وسام أبو حرفوش وليندا عازار في صحيفة “الراي” الكويتية: “لن يشبه الشهرُ الفضيل أيّ رمضان عاشه لبنان على امتداد مئة عام كأنّ القرن استحضر كل أزماتها مجتمعة، واضعاً البلاد أمام كارثةٍ تتدحْرج تحت عيون داخلٍ أصابه العمى الاختياري بإزاء الخطر الوجودي، وخارجٍ إما ينهر المتقاعسين عن التقاط حبْل النجاة الدولي بحكومةِ إنقاذٍ وإما لا يمانع الجلوس على ضفة النهر منتظراً زمن التسويات الإقليمية ولو على جثة لبنان… الذي كان.