وكان منتظراً أن يخرج الوزير أو المدير العام، ولو متأخراً ، بمؤتمر أو بيان يوضح حقيقة الوضع البيئي في المرفأ ومحيطه، بعد الأخذ بملاحظات الخبراء والإجابة عن أسئلتهم بشأن مخاطر المواد الخطرة التي اختلطت بالردميات (كالاسبستوس وغيرها)، والتي تحتاج الى إدارة خاصة.
مادة الاسبستوس أو الامينت من المواد المعدنية غير العضوية التي تشبه الألياف وتدخل فيها عدة مركّبات ومواد كيميائية. صناعتها قديمة منذ بداية الثورة الصناعية (يقال إن أول معمل افتتح في المانيا عام 1870). استخدمت هذه المادة على نطاق واسع في قطاع البناء، ولا سيما في أسقف المنازل والمعامل وكمادة عازلة داخلياً وخارجياً وفي أنابيب صرف المياه والأدخنة والتهوئة، وكذلك في صناعة السيارات (في البطانة والمكابح والقوابض). وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية للعام 2018 الى أن أكثر من 107000 شخص يموتون سنوياً بسبب سرطان الرئة وورم المتوسطة وداء مادة الاسبستوس نتيجة التعرض لهذه المادة في أماكن العمل أو في أماكن يحصل فيها تنشق متكرر لغبار ألياف الاسبستوس. وأوصت منظمة الصحة العالمية بأن أنجع طريقة للتخلص من الأمراض ذات الصلة بالاسبستوس هي التوقف عن استخدام هذه المادة بجميع أشكالها، ونبّهت الى اتخاذ كل التدابير للحيلولة دون التعرض لهذه المادة أثناء إزالتها.
مواد مسرطنة في المرفأ ومحيطه.. ما تجهلونه عن الاسبستوس القاتلة
كتب حبيب معلوف في “الأخبار”: “كتب الكثير حول انفجار المرفأ ونيترات الأمونيوم وكيفية وصولها وسبب تخزينها، فيما لم يحظ التعامل مع المخاطر البيئية المتولدة عن الانفجار (والتي لا تقلّ خطورة عنه) بالاهتمام اللازم. ورغم أن لوزارة البيئة، بحسب قانون إنشائها، مهام محددة تتعلق بالأمن البيئي والصحي، ما كان يفترض التدخل السريع وتشكيل لجنة خاصة تهتم بالآثار البيئية للانفجار داخل حرم المرفأ ومحيطه، إلا أن الوزير دميانوس قطار تأخر طويلاً. نحو أربعة أشهر مرّت على الانفجار، تلقّى خلالها قطار كتباً من الامانة العامة للمجلس الاعلى للدفاع ومن المدعي العام التمييزي والنيابة العامة التمييزية والمحقق العدلي والأمانة العامة لمجلس الوزراء ووزارة الدفاع، قبل أن يصدر في 26/11/2020 قراراً (229/1) بتشكيل لجنة برئاسة مدير عام البيئة برج هتجيان لمتابعة الأعمال الميدانية وتقديم الاقتراحات اللازمة.