وإذا كانت المعارك السياسية الدائرة حول ترسيم الحدود والتدقيق الجنائي ومعهما ملف الحدود البحرية مع سوريا، محقّة في شكل سياسي عام، إلا أنها في غمرة المراوحة الحكومية، تتحول عناوين معارك رئاسية مارونية، تزيد كل أسبوع بنوداً جديدة على برامج المرشحين الرئاسيين غير المطلوبة أساساً لانتخابهم. فما نراه اليوم أن من يقود الحملات الإعلامية والسياسية، هم رئاسة الجمهورية والتيار الوطني والمردة والقوات اللبنانية والبطريركية المارونية والجيش. كل منهم على طريقته ووفق أجندة معينة، يتبادلون الاتهامات وتحميل المسؤوليات، كما هي حال كل شخصية مارونية مرشحة أو طامحة في دور سياسي. وترافق هؤلاء حملات اتهام وتخوين وردود فعل مضادة وبيانات وتصريحات وعبارات على مواقع التواصل الاجتماعي، كأنها حرب الإلغاء يخوضها الجميع ضد الجميع، بلغة تافهة تصل الى حد القرف. في هذا الوقت، يسافر الرئيس سعد الحريري الى الفاتيكان وموسكو، ويزور مصر وفرنسا، ويذهب حزب الله الى مزيد من تجميع الأوراق الإقليمية والمحلية في يده، حتى تحين لحظة الإفراج عن الحكومة وبعدها وضع الانتخابات النيابية (لا الرئاسية) على المحك. لا أحد يحكي عن الانتخابات الرئاسية من الآن سوى القيادات الموارنة. والتجارب الرئاسية دلت على أنّ كلامهم عنها لم يكن دوماً «صحّ».