نطنز رسالة إلى بايدن ونتنياهو يريد شمل لبنان في الاتفاق النووي

15 أبريل 2021


اعتبر الكاتب الأميركي-الإسرائيلي زيف شافيتس أنّ الهجوم الإسرائيلي على منشأة نطنز النووية الإيرانية حمل رسالة إلى واشنطن، قائلاً: “إذا كان الهدف الأساسي يقضي بتقويض قدرات إيران النووية، فإنّ (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو يريد من الرئيس (الأميركي جو) بايدن اختيار صف”.






وفي مقالة الرأي المنشورة على موقع “بلومبيرغ”، يتحدّث الكاتب عن موقف نتنياهو المتعارض مع بايدن والرافض للعودة إلى الاتفاق النووي، مسلطاً الضوء على التحذير الذي أطلقه رئيس الوزراء الإسرائيلي قبل 3 أيام من استهداف منشأة نطنز وأثار مخاوف محدودة في أوساط الديبلوماسيين المجتمعين في فيينا. وآنذاك، قال نتنياهو: “الاتفاق النووي مع إيران الذي سمح لها بالمضي قدما نحو تطوير ترسانة من القنابل النووية مطروح مرة أخرى على الطاولة، ولكن التاريخ علّمنا بأن اتفاقات مع أنظمة مثل النظام الإيراني لا تساوي قشرة ثوم”.

ويضيف الكاتب: “امتنعت إسرائيل في الماضي عن التعليق على علاقتها المحتملة بأعمال مماثلة. وفي هذه الحالة، تم تسريب العملية إلى الصحافيين المحليين الذين نسبوها إلى “تقارير أجنبية”، متابعاً: “في ظل حالات مماثلة، عادة ما يتجاهل رئيس الوزراء ما حصل أو ينفيه؛ لكنه لم يفعل هذه المرة”.

وفي هذا السياق، يبيّن شافيتس التناقض بين تصريحيْ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستين ونتنياهو: ففي المؤتمر المشترك في إسرائيل، ردّ أوستين على نتنياهو القائل: “النظام الإيراني هو أكبر تهديد في الشرق الأوسط. ولن نسمح لإيران بالحصول على قدرات نووية تهدد إسرائيل”.
وفي التفاصيل أنّ أوستين أجاب من دون التطرق إلى إيران، إذ استخدم نبرة ديبلوماسية معتدلة وتحدّث عن متانة العلاقة الإسرائيلية-الأميركية المستمرة وعن رغبة واشنطن في إجراء “مشاورات جادة” حول “التحديات المشتركة في المنطقة”. أمّا بعد الهجوم على نطنز، فأعلنت الولايات المتحدة أنّها لا تعرف شيئاً عن الموضوع، وعلى الرغم من أنّها امتنعت عن إدانة العملية، لم تتغاضَ عنها.

بعد هذا العرض، يعدّد شافتيس 4 تفسيرات “على الأقل” لتوقيت العملية الإسرائيلية، إذ يعتبر أنّها “تهين” الحكومة الإيرانية عشية الانتخابات الوطنية، وتثبت رغبة إسرائيل وقدرتها على إحباط تنفيذ الاتفاق النووي، كما أنّها تطرح احتمال ردّ إيران في خطوة من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد إقليمي، بحسب ما يكتب. وهنا، يوضح الكاتب: “هذا أمر تريد إدارة بايدن تجنبه (..) في حين يريد نتنياهو التأكد من أنّ أي تغيير في التركيز (الأميركي) لن يأتي على حساب إسرائيل”.

وإذ يعتبر شافيتس أنّ نتنياهو منفتح على اتفاق نووي “مختلف”، يكتب قائلاً: “تطالب إسرائيل أيضاً أن يضم (الاتفاق النووي) اتفاقاً ثنائياً مع الولايات المتحدة لدعمها في مواجهة “العدوان والإرهاب الإيرانيين” انطلاقاً من العراق وسوريا ولبنان وغزة والبحر الأحمر”.

بالعودة إلى بايدن، يتوقع شافيتس أن يختار صفاً “عاجلاً أم آجلاً”، معتبراً أنّ قرار إيران رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60% من 20%- في مستوى يقربها من صناعة الأسلحة النووية- سيلعب دوراً على هذا المستوى. وهكذا، يختم شافيتس مقالته بالقول: “يمثّل هذا تماماً نوع الرد التصعيدي الذي قد يساعد نتنياهو على إقناع بايدن”.