عناوين واضحة لزيارة هيل… ترقب للقائه عون اليوم

15 أبريل 2021
عناوين واضحة لزيارة هيل… ترقب للقائه عون اليوم


“حان الوقت لإبداء مرونة كافية لتشكيل حكومة قادرة وعازمة على القيام بإصلاحات حقيقية وجذرية، لأنه الطريق الوحيد للخروج من الأزمة ولأنها الخطوة الأولى الوحيدة”، بهذه العبارة اختصر المبعوث الأميركي ديفيد هيل مجمل زيارته بيروت، والتي من المتوقع أن يتوجها اليوم بلقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، حيث سيكون الملف الحدودي الطبق الاساس على طاولة الحوار.

ولفتت مصادر نيابيّة مطلعة لـ”البناء” إلى أن “زيارة هيل وداعيّة وأغلبية مباحثاته مع المسؤولين أمس، والتي سيجريها اليوم، تتمحور حول ضرورة تأليف حكومة جديدة أكثر من موضوع الحدود البحرية”. وأكدت أوساط عين التينة لـ”البناء” أن “الدبلوماسي الأميركي لم يحمل مبادرة أو طرحاً ما لحل الأزمة الحكومية، بل حثّ القيادات اللبنانية المعنية بموضوع التأليف على ضرورة الإسراع لتشكيل الحكومة للحصول على مساعدة الآخرين”.

هيل يلتقي عون
واليوم يلتقي هيل الرئيس ميشال عون، حيث بدا واضحا ان رئيس الجمهورية ينتظر أجواء لقائه اليوم مع هيل في شأن موضوع تعديل الحدود البحرية مع إسرائيل بعدما جمد اصدار مرسوم التعديل في اللحظة الأخيرة . وقالت مصادر بعبدا في هذا السياق لـ”النهار” أن “رئيس الجمهورية يتواصل مع الأمم المتحدة ومع الجانب الاميركي في ملفّ ترسيم الحدود ولا يُزايدنَّ أحدٌ عليه في موضوع السيادة والحقوق اللبنانية فهو لا يزال على موقفه ولكنه يُريد فقط موافقة مجلس الوزراء ليتحمّل الجميع مسؤوليته”. وشددت على ان “أحدا  لن يدفع عون إلى ارتكاب خطأ قانوني ودستوري. 

على خط آخر فهم من المصادر لـ”اللواء”، أن وكيل وزير الخارجية الأميركية ديفيد هيل سيستوضح من رئيس الجمهورية اليوم حول العقبات التي تحول دون تأليف حكومة جديدة ويشدد على عدم إهدار الفرصة والسعي لتشكيل الحكومة وإنجاز الإصلاحات، وأشارت إلى أن ما من مبادرة أميركية أو وساطة إنما استطلاع الأوضاع واعادة التأكيد على موضوع الليونة في هذا الملف.
وأكدت مصادِر بارزة لـ”الأخبار” أن هيل الذي أثار الملف مع كل الذين التقاهم، وكان “حاسماً في موقفه الذي أكد فيه أنه لا يُمكن للبنان توقيع تعديل المرسوم وإيداعه لدى الأمم المتحدة، وهذا الأمر سيدفع بإسرائيل إلى مغادرة طاولة المفاوضات، ولن يستطيع لبنان أن يفعل شيئاً”!
وفي وقت افيد ان الديبلوماسي الاميركي لن يلتقي رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، وهو امر غير مستغرب ما دامت بلاده تفرض عليه عقوبات، علمت “الأخبار” من مصادر بارزة أن هيل استبق لقاءه بعون، بجلسة عقدها فور وصوله أول من أمس ليلاً، بعيداً عن الإعلام، مع الوزيرين السابقين الياس بو صعب وسليم جريصاتي والنائب ألان عون. وقالت المصادر إن “الجلسة هي استكشافية لجس نبض الضيف الأميركي من موضوع المرسوم، قبل أن يقرر عون مصيره”.

هيل والحكومة
أما في الملف الحكومي، فقد نقل عن مصادر ديبلوماسية غربية أن هيل نقل الى المسؤولين اللبنانيين رسالة حازمة وحاسمة من الإدارة الأميركية أنه آن الأوان لتشكيل حكومة وأنه من واجب هؤلاء المسؤولين البحث معاً لتشكيل الحكومة. كما نقل موقف الإدارة من أنه اذا كان المسؤولون لا يستطيعون في هذه المرحلة الصعبة والدقيقة الإتفاق حول تشكيل حكومة، فكيف سيمكنهم أن يتفقوا حول المرحلة المقبلة حيث ينتظر أن يشهد لبنان قرارات كبيرة لإنقاذ البلد على المستويين الإقتصادي و المالي. وقالت هذه المصادر  أن هيل جاء خصيصاً الى لبنان من أجل الضغط لتشكيل الحكومة لأن هذا الأمر أولوية أميركية بالنسبة الى ملف لبنان وانه سيزور فقط لبنان ولن يزور أي دولة في المنطقة. 
وعلمت “اللواء” من مصادر تابعت جولة هيل، انه لم يطرح اي مقترحات لا حول تشكيل الحكومة ولا حول ترسيم الحدود البحرية، لكنها استشفت عدم موافقة اميركية على الطرح اللبناني الجديد بتعديل مرسوم الحدود بما يضيف مساحات إضافية على حصة لبنان، ما يعني برأي المصادر انه لا استئناف للمفاوضات قريباً.

واكدت المصادر ان هيل قارب موضوع الحكومة من باب المبادرة الفرنسية اي تشكيلها من اختصاصيين غير حزبيين، وركز على ضرورة الاسراع بتشكيلها ضمن هذه المبادرة، “وإلا لن يحصل لبنان على اي دعم دولي”. لكنه لم يأتِ على ذكر حزب الله لا سلباً ولا إيجاباً لجهة المشاركة او عدم المشاركة في الحكومة.
في الموازاة، كشفت مصادر مواكبة للزيارة لـ”نداء الوطن” أنه “غاص في تشريح تداعيات الأزمة القائمة مع المسؤولين الذين التقاهموعبّر عن قلق بلاده المتزايد إزاء خطر انهيار المؤسسات في لبنان تحت وطأة الوضع الاقتصادي الذي وصل إليه”، ومن هذا المنطلق، كان تشديده على وجوب الدفع باتجاه تشكيل حكومة “بالتي هي أحسن وفي أسرع وقت ممكن ولو كانت غير مكتملة المواصفات بالكامل، لأنّ ملف التشكيل بات يسابق الانهيار التام على كافة الصعد، الأمر الذي أصبح يحتّم وجود حكومة فاعلة تبادر فوراً إلى تنفيذ الإصلاحات الملحّة إيذاناً ببدء وصول المساعدات الخارجية إلى لبنان”، وعلى هذا الأساس، حضّ هيل كل الاطراف على “المبادرة والتحرك لتشكيل حكومة سريعاً”، مشيراً إلى أنّ واشنطن تتعاطى مع الحكومة “وفق برنامجها وبنودها الاصلاحية، وهذه مسألة طارئة بالنسبة للبنان لا سيما وأنّ التقارير الواردة عن الوضع اللبناني أصبحت مقلقة للغاية”.