ولن يكون شهر رمضان المبارك وحده كفيلاً بإبطاء مسار تشكيل الحكومة الذي لم يَعُد المعنيون به يُخْفون أنه صار من سابع المستحيلات. فإطفاءُ المحرّكات داخلياً سَبَقَ حلول الشهر الفضيل وبدا في جزء منه انتظارياً لاجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في 19 الجاري وإذا كان سيُفضي لإجراءات زاجرة بحق معرقلي عملية التأليف.
وإذ استوقف دوائر سياسية أن ما بعد الاندفاعة الديبلوماسية المصرية ومن جامعة الدول العربية باتجاه لبنان – معطوفةً على وضع باريس الاصبع على زناد إجراءاتٍ عقابية لا يُعرف حجمها ولا طبيعتها – لم يَحمل إلا مزيداً من صب الزيت على النار لبنانياً، فإن الأوساطَ العليمةَ لم تَبْدُ متفائلةً بإمكان أن تنجح سياسة السوط حيث فشلتْ كل التجارب سابقاً وليس أقلها العقوبات الأميركية.
وفي هذا السياق، تعرب الدوائر عن مخاوف من أن يكون عنوان “أنا الغريق وما خوفي من البلل”، هو الذي أصبح يطبع التعاطي مع ملف الحكومة من أطراف لبنانيين يقاربونه من زاويةٍ إما وجودية لمستقبلهم السياسي والرئاسي كما رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، صهر الرئيس عون، وإما وجوبية في إطار رفْد المحور الإقليمي الذي ينضوون فيه بجرعات تَشَدُّد ملائمة لمقتضيات مرحلة النووي الإيراني، كما هي حال “حزب الله”.