حتى الآن يجمع المتابعون للسياسة الاميركية أن لبنان ليس اولوية للادارة الجديدة وهي تتعامل معه انطلاقاً من اولويات اخرى مرتبطة بأمن اسرائيل، اي انه لا يوجد خطة جدية ومفصلة للادارة الجديدة حول كيفية التعامل مع الواقع اللبناني الراهن.
وبحسب مصادر ديبلوماسية مطلعة فإن ادارة بايدن ترغب بالبناء على الانجازات التي حققتها ادارة ترامب، اي انها تريد بالاستمرار بالضغط الاقتصادي في لبنان من اجل محاصرة “حزب الله“.
وتشير المصادر الى انه وبالرغم مما سبق، الا ان فكرة الانهيار الاقتصادي الكامل ليست امرا وارداً في الاجندة الاميركية، لانه يؤدي الى انهيار سياسي يستفيد منه “حزب الله” نظرا لقدراته المادية واللوجستية وعمقه الحيوي.
وترى المصادر ان واشنطن تقوم بما يشيه الهجمة المرتدة لحماية نفوذها في لبنان، اذ تعتقد ان سيطرة “حزب الله” على المؤسسات الذي حصل بعد الانتخابات النيابية الاخيرة ادى الى محاولته ضرب “الدولة العميقة” القريبة من واشنطن.
وتضيف: “لذلك تعمل واشنطن على حماية “الدولة العميقة” بشكل جيد، من هنا نرى الدعم الجدي لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة مثلا، الى حين الوصول الى الانتخابات النيابية الجديدة لقلب الموازين داخل المؤسسات الدستورية.
من هنا يرى الحزب ان الضغط الاقتصادي مستمر وبشكل جدي، والضغط السياسي القائم على حلفائه لا يمكن ان يكون سوى محاولة اضعاف وحصار، و”الا كيف يمكن تفسير عدم زيارة اي مبعوث سياسي خارجي لرئيس التيار جبران باسيل“.
وتعتبر المصادر ان خسارة التيار في الانتخابات النيابية المقبلة هو الهدف الاميركي السياسي المباشر والذي سيؤدي وفق نظرة واشنطن الى توجيه ضربة سياسية لحزب الله تهدف لتوجيه ضربات اخرى تباعا.
