كتبت زينب حمود في “الأخبار“: تحديات اختيار التخصص الجامعي ستكبر مع جائحة كورونا والانهيار الاقتصادي واستمرار تفشي البطالة في صفوف حملة الشهادات. رغم ذلك، تتيح الأزمة منافذ أمل وتفتح أبواباً أمام مهن وتخصّصات. فكما تأثرت بعض المهن بالأزمة الاقتصادية ازدادت الحاجة إلى مهن أخرى في “السوق اللبناني الجديد”.
اجتازت فرح خليل، العام الماضي، امتحانات الثانوية العامة بنجاح. لكن «همّاً» آخر وأكبر كان ينتظرها: أيّ تخصص جامعي تختار، خصوصاً في ظل أزمة اقتصادية تفرض «شروطاً» على الخيار العلمي؟ فهي، مثلاً، تميل إلى اختصاص تقويم النطق غير المتوافر سوى في الفرع الثاني لكلية الصحة، في منطقة الفنار البعيدة عن مكان سكنها، «ولا يمكنني تحمل العبء المادي للمواصلات». اختارت دراسة العلوم التمريضية لأنه اختصاص متوافر و«يتيح فرص عمل أكثر من غيره، كما سمعت»… لكنها لم تكن بين المقبولين في مباراة الدخول، فلم يبقَ أمامها سوى دراسة الكيمياء الحياتية في كلية العلوم – الفرع الأول. بعد أشهر على الدراسة، تيقّنت فرح من أنها لا ترغب في الاستمرار في الاختصاص الذي اختارته «عنوة»، فتوقفت عن متابعة الحصص، وعادت إلى المربع الأول: إلى أي تخصّص جامعي ستنتقل؟
آثرت فرح البقاء في التخصص «على علاته» على أن تترك الجامعة، بخلاف جاد قطيش الذي انتهى به الاختيار الخاطئ لتخصصه العلمي إلى التسرب الجامعي. فبعد شهر واحد من دراسة الأدب العربي، «اكتشفت أنني لا أحبّ هذا المجال». أوقف الدراسة في انتظار التوجه إلى اختصاص آخر في العام الدراسي المقبل، على أن يعمل، إلى ذلك الحين، نادلاً في أحد المطاعم. لكنه، بعدما «أنِس» للمردود المالي، لم يعد راغباً بالعودة إلى مقاعد الدراسة، «لأن أي تخصص جامعي آخر مصيره البطالة أو العمل مقابل مردود ماليّ زهيد مع تدني قيمة الأجور».
في الغالب، لا يدرك الطلاب، بحسب اختصاصيين في التوجيه العلمي والمهني، ما هي الاختصاصات المتاحة أمامهم في مجالات محددة. فالمتخرّجون من المرحلة الثانوية غير مطّلعين على المواد التي سيدرسونها في الجامعة. وفي الأغلب ينبهرون بالسمعة المتداولة حول اختصاص ما (مصدرها أحاديث الأهل، الرفاق، الجيران، الإعلام …)، قيُقدِمون عليه ليُفاجأوا، خلال العام الجامعي، بعدم قدرتهم على الاستمرار. والسبب يعود، بحسب الموجّهين، إمّا إلى عدم توافر المهارات الشخصية لدى الطالب نفسه لمتابعة الاختصاص، أو لوجود مصاريف جانبية لم يحسب الطالب وأهله لها حساباً. إذ أن العامل الاقتصادي أساسي في اختيار الاختصاص بالنسبة إلى الطلاب الذين يضطرون نتيجة الظروف المعيشية لمغادرته إلى اختصاص آخر، أو حتى مغادرة الجامعة نهائياً إلى سوق العمل.
المصدر:
الأخبار