محادثات كينده الخطيب مع إسرائيليّين ( القرار الاتهامي): “منشرب قهوة سوا”

20 أبريل 2021
محادثات كينده الخطيب مع إسرائيليّين ( القرار الاتهامي): “منشرب قهوة سوا”

كتب رضوان مرتضى في “الاخبار“: أوقف الأمن العام كينده الخطيب في حزيران 2020 بجرم التواصل مع العدو الإسرائيلي. وبعد صدور حكم بإدانتها عن المحكمة العسكرية الدائمة، أخلت محكمة التمييز العسكرية، برئاسة القاضي طاني لطّوف، سبيلها منذ أسابيع إثر مرور أقل من عام على توقيفها. إخلاء سبيل الخطيب ترافق مع حملة تضامنٍ معها وهجومٍ على القضاء الذي حكمها.

 

الأسباب التي أدت إلى إصدار حكم بحق الخطيب، سردتها القاضية نجاة أبو شقرا في القرار الاتهامي.

 

تلقّت الخطيب تحية على «تويتر» من روعي قيس فردّت على الصحافي الإسرائيلي الذي شكرها على رد المتابعة لتبدأ سلسلة محادثات، مع أنّ صفته كان واضحة باللغتين العبرية والعربية بأنّه يعمل في هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلي. وبدلاً من حظره، جارته الخطيب في المحادثات بعدما كال لها المديح ووصفها بالشجاعة. وقد كانت كينده تعاود مسح رسائلها للصحافي الإسرائيلي. فماذا تضمنت المحادثات؟

 

طلب قيس منها تأمين شخص لبناني لإجراء مقابلة مع قناة تلفزيونية إسرائيلية للحديث عن الوضع في لبنان بعد مرور 20 عاماً على الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، فأبلغته أن أحداً لا يمكنه أن يتحدث بعلانية بشكل إيجابي عن «إسرائيل» لأنه «سيُتّهم بالتطبيع ويُعتقل لكون الأجهزة الأمنية اللبنانية مرتبطة بحزب الله». ونصحته بعرض «فيديو لجبران باسيل يقول فيه إنه من حق إسرائيل أن تنعم بالأمن والأمان وأنه مع إعادة المبعدين إلى إسرائيل لأن ذلك سيُحرج حزب الله لكونه حليفه». كانت كينده توجّه النصائح للصحافي الإسرائيلي مثل قولها: «الإنجاز الصحافي الذي سيهزُّ لبنان وستراه منتشراً كثيراً، هو أن تناقض حزب الله في حليفه، خاصة أنّ حليفه هو مادة إعلامية كبيرة في لبنان». كذلك طلب الصحافي الإسرائيلي منها تأمين شخص من آل الجميّل للتحدث معه، فحذّرته كينده من أن ذلك سيُعطي ذريعة لحزب الله ضد خصومه السياسيين. ونسّقت كينده لظهور اللبناني شربل الحاج على قناة إسرائيلية ثم عاتبته حيث كان يُفترض أن يركز في مداخلته على أنّ حزب الله مرفوض من المجتمع اللبناني والحديث عن تظاهرات تخرج ضده علناً، ما يعني أنه لم يعد محتضناً من الشعب اللبناني! وطلب قيس من كينده التواصل مع عائلة العميل عامر الفاخوري أثناء توقيفه.

 

وفي محادثة ثانية، تبادر كينده الصحافي بالسلام وتبلغه أنّها في الأردن ثم تسأله: «إذا قادر تقطع.. منشرب قهوة سوا». يتبادلان بعدها أرقام الهواتف. يُعطيها رقم هاتفه الإسرائيلي وتعطيه رقمي هاتفيها اللبناني والأردني، معقّبة بالقول: «وقت تقدر خبّرني… بتشرّف». فيجيبها بأنها صديقة عزيزة. كما تُخبره أنّها برفقة صديق «إذا أمكن أمنياً سيلتقي بك»، قاصدة الضابط الكويتي. وفي محادثة أخرى، تبادر كينده الصحافي الإسرائيلي بالقول: «معقولة شي يوم نشرب قهوة ب لبنان؟ هههه إذا صار في سلام؟». فيردّ عليها الإسرائيلي: «أتمنى ذلك».

 

لم يكن قيس الإسرائيلي الوحيد الذي تواصلت معه كينده، فقد تواصلت أيضاً مع إسرائيلية تُدعى جولييت وألصقت بأشخاص ينتمون إلى حزب الله قيامهم بنشاطات غير مشروعة كتجارة المخدرات والاتجار بالسلاح

 

كذلك تواصلت كينده مع ضابط في الاستخبارات الكويتية كان يلتقي بالشيخ أحمد الأسير والتقت به في لبنان قبل أيام من اندلاع أحداث عبرا. كما ذهبت للقائه في الأردن حيث زوّدته بمعلومات. وعُثر لديها على ملف سري عن اجتماع الغرفة الأمنية بين الاتحاد الأوروبي والسفارة الأميركية في لبنان. وذكرت كينده في إحدى محادثاتها إنها تُستّر نفسها بستار مراقبة دولية. وزعمت كينده أنها حصلت على هذا الملف لكونها ناشطة سياسية لكنها قالت للقاضية إنها لن تُفصح عن الجهة التي مكّنتها من الحصول عليه. وقد عُثر على محادثات لها تفاخر فيها بدخول الأراضي الفلسطينية المحتلة، من دون توشيح جواز سفرها بعدما نشرت فيديو من داخل فلسطين. ولدى مواجهتها بذلك، أنكرت دخولها الأراضي المحتلة وذكرت أنّ صديقاً لها أرسل لها الفيديو.

 

واعتبرت القاضية نجاة أبو شقرا أنّ كينده الخطيب جاسوسة بسبب تواصلها مع إسرائيليين وعملها مع غرفة أمنية للاتحاد الأوروبي ولقاءاتها بضابط استخبارات كويتي في لبنان والخارج لتزويده بمعلومات.