المواجهة بالوكالة.. بين عون والحريري

20 أبريل 2021
المواجهة بالوكالة.. بين عون والحريري
لا مؤشرات جدية توحي بأن هناك اي تقدم في المفاوضات الحكومية، بل على الارجح ان لا مفاوضات فعلية منذ اكثر من اسبوع، والمراوحة تسيطر على ملف التشكيل   في ظل التوتر السياسي الكبير بين الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري..

لكن هذا الخلاف على الحصص على الصلاحيات وصل الى مرحلة بالغة الخطورة واوصل لبنان الى حافة الهاوية وهذا ما يدركه الرئيسان، خصوصا انه مع نهاية شهر رمضان سيرفع الدعم في لبنان، أقله بشكل جزئي ، ما سيضاعف الازمة المعيشية، حجم الضغط الشعبي ضد المعطلين والمعرقلين.

لكن يبدو ان هناك مَن لديه رأي آخر، فيعتبر ان  بدأته القاضية غادة عون واستتبع بموقف  من القاضي غسان عويدات ووان التظاهرات والتظاهرات المضادة، كلها مؤشرات توحي بأن مساعي إلهاء الرأي العام تسير على قدم وساق،اذ ان نقل الاضواء عن ملف تشكيل الحكومة والخلافات حول الحصص الى امر آخر ، يقلل من انزعاج الناس من المعطلين، ويحول اهتمامهم نحو اشتباك من نوع آخر.

وبحسب مصادر مطلعة فإن ما يحصل ليس فقط عملية نقل للاضواء وتخفيف الضغط عن الرئيسين مع اقتراب رفع الدعم اقله جزئيا عن عدد لا بأس به من السلع الاساسية، لكن من الواضح ان مستوى المواجهة بين عون والحريري وصل الى حد غير مسبوق في الحياة السياسية. 

وتقول المصادر “من الواضح ان “التيار الوطني الحر” ومن خلفه العهد  يرغبان  في الذهاب بعيدا في الضغط على الرئيس سعد الحريري لاجباره على تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن وبالشروط التي يضعها عون.”

وتعتبر المصادر ان المسّ بالموظفين الرئيسيين الذين يشكلون العمود الفقري لما يسمى” الحريرية السياسية “لا ييدو مجرد مناورة عونية بل هو مسار سياسي جدي يتم استثماره اعلاميا..

وتقول المصادر ان عون يضع الحريري امام حرب بالوكالة، يستطيع الاول الاستفادة منها شعبياً وبالتالي لا تضره ولا تستنزفه بل على العكس من ذلك،فهي تربحه  وتهدد مفاصل اساسية من نفوذ الثاني، وبالتالي فان عون  سيخرج من واجهة التعطيل لكنه لن  يتخلى عن سلاح الضغط على خصمه السياسي…